الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
32 - حدثنا محمد قال: حدثنا ابن رحمة، قال: سمعت ابن المبارك، عن عتبة بن أبي حكيم قال: حدثني حصين بن حرملة المهري قال: حدثني أبو مصبح الحمصي، قال "بينا نحن نسير بأرض الروم في صائفة عليها مالك بن عبد الله الخثعمي، إذ مر مالك بجابر بن عبد الله، وهو يمشي يقود بغلا له، فقال له مالك: أي أبا عبد الله، اركب، فقد حملك الله. قال جابر: أصلح دابتي، وأستغني عن قومي، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار "فأعجب مالكا قوله، وسار حتى إذا كان حيث يسمعه الصوت، ناداه بأعلى صوته: أي أبا عبد الله، اركب، فقد حملك الله. فعرف جابر الذي أراد، فأجابه، فرفع صوته، فقال: أصلح دابتي، وأستغني عن قومي، [ ص: 78 ] وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار ". فتواثب الناس عن دوابهم، فما رأيت يوما أكثر ماشيا منه".  

33 - حدثنا محمد قال: حدثنا ابن رحمة، قال: سمعت ابن المبارك، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثني أبو مصبح قال: "غزونا مع مالك بن عبد الله الخثعمي أرض الروم، فسبق رجل الناس، ثم نزل يمشي ويقود دابته، فقال مالك: يا أبا عبد الله، ألا تركب؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار، فهما حرام على النار "وأصلح دابتي لتغنيني عن قومي. قال أبو مصبح: "فنزل الناس، فلم أر نازلا قط أكثر من يومئذ ".

التالي السابق


الخدمات العلمية