الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
91 - حدثنا محمد قال: حدثنا ابن رحمة، قال: سمعت ابن المبارك، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة قال: حدثني عيسى بن طلحة بن عبيد الله، عن عائشة، قالت: أخبرني أبي قال: "كنت في أول من فاء يوم أحد ، فرأيت رجلا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل دونه أراه قال: ويحميه قلت: كن طلحة ، حيث فاتني ما فاتني ، وبيني وبين المشركين رجل ، أنا أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، وهو يخطف السعي تخطفا لا أحفظه حتى دفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا حلقتان من المغفر قد نشبتا في وجهه ، وإذا هو أبو عبيدة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم صاحبكم ". يريد طلحة ، وقد نزف ، فلم ينظر إليه ، وأقبلنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأرادني أبو عبيدة على أن أتركه ، فلم يزل بي حتى تركته ، فأكب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ حلقة قد نشبت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكره أن يزعزعها فيشتكي النبي صلى الله عليه وسلم ، فأزم عليها [ ص: 107 ] بثنيته ، ثم نهض عليها ، فندرت ثنيته ، ونزعها ، فقلت: دعني ، فأتى ، فطلب إلي ، فأكب على الأخرى ، فصنع بها مثل ذلك ، فنزعها ، وندرت ثنيته ، فكان أبو عبيدة أهتم الثنايا".  

92 - حدثنا محمد قال: حدثنا ابن رحمة، قال: سمعت ابن المبارك، قال: وأخبرني أيضا إسحاق بن يحيى قال: أخبرني موسى بن طلحة أن [ ص: 108 ] طلحة رجع بسبع وثلاثين أو خمس وسبعين بين ضربة وطعنة ورمية ، ربع فيها جبينه ، وقطع فيها عرق نسائه ، وشلت أصبعه هذه التي تلي الإبهام ".

93 - حدثنا محمد قال: حدثنا ابن رحمة، قال: سمعت ابن المبارك، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه، عن جده، عن الزبير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يومئذ: "أوجب طلحة".

التالي السابق


الخدمات العلمية