ثم قال بعد ذلك : وروي { قريشا عام الحديبية ، دخل بنو خزاعة في عهده ، وبنو بكر في عهد قريش ، ثم عدا بنو بكر على خزاعة ، وأعانهم ثلاثة من قريش ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك نقضا للعهد ، وسار إلى مكة وفتحها }. أنه لما هادن من حديث البيهقي : حدثني ابن إسحاق ، عن الزهري عروة بن الزبير ومروان بن الحاكم أنهما [ ص: 239 ] حدثاه جميعا ، قال : { الحديبية بينه وبين قريش : أنه من شاء أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل ، ومن شاء أن يدخل في عهد قريش وعقدها دخل ، فتواثبت خزاعة فقالوا : نحن ندخل في عقد محمد وعهده ، وتواثبت بنو بكر فقالوا : نحن ندخل في عقد قريش وعهدهم ، فمكثوا في تلك الهدنة نحو سبعة عشر أو ثمانية عشر شهرا ، ثم إن بني بكر وثبوا على خزاعة ليلا بماء لهم قريب من مكة ، فأعانتهم قريش بالكراع والسلاح ، فركب عمرو بن سالم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى قدم المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشده :
اللهم إني ناشد محمدا حلف أبينا وأبيه الأتلدا
الأبيات }. . . والقصة بطولها ، ورواه كان في صلح النبي صلى الله عليه وسلم يوم في صحيحه من حديث ابن حبان ، عن مجاهد بمعناه ، وذكرها ابن عمر في المغازي ، وفيها : { موسى بن عقبة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أتريد أبا بكر الصديق قريشا ؟ قال : نعم . قال : أليس بينك وبينهم مدة ؟ قال : ألم يبلغك ما صنعوا ببني كعب }. أن