الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 472 ] حديث عائشة : رضي الله عنها { لا تقبل صلاة إلا بطهور ، والصلاة علي } الدارقطني والبيهقي عن مسروق عنها ، وفيه عمرو بن شمر ، وهو متروك ، ورواه عن جابر الجعفي وهو ضعيف ، واختلف عليه فيه فقيل : عنه عن أبي جعفر عن أبي مسعود ، رواه الدارقطني أيضا ، ولهما وللحاكم عن سهل بن سعد في حديث { لا صلاة لمن لم يصل على نبيه }وإسناده ضعيف ، وأقوى من هذا حديث { فضالة بن عبيد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته فلم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : عجل هذا ثم دعا فقال له ولغيره : إذا صلى أحدكم فليبدأ بحمد الله والثناء عليه ، ثم ليصل على النبي ثم ليدع بما شاء }رواه أبو داود والنسائي والترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وروى الحاكم والبيهقي من طريق يحيى بن السباق عن رجل من آل الحارث عن ابن مسعود ، { عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد }رجاله ثقات إلا هذا الرجل الحارثي فينظر فيه [ ص: 473 ]

406 - ( 77 ) - حديث : روي أنه { قيل : يا رسول الله ; كيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد }الحديث متفق عليه من حديث { كعب بن عجرة قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك ؟ }الحديث ، وعن أبي حميد الساعدي قال : { قالوا : يا رسول الله ; كيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته }الحديث متفق عليه ، وفي رواية للبخاري { قلنا : يا رسول الله ; هذا السلام عليك ، فكيف نصلي عليك }الحديث ، { وعن أبي مسعود الأنصاري قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة ، فقال بشير بن سعد : أمرنا الله أن نسلم عليك يا رسول الله ; فكيف نصلي عليك ؟ }رواه مسلم وأبو داود والنسائي وفي رواية لابن خزيمة وابن حبان والدارقطني والحاكم { قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا ؟ } [ ص: 474 ] وفي الباب عن أبي سعيد رواه البخاري وعن طلحة رواه النسائي وعن سهل بن سعد رواه الطبراني وزيد بن خارجة رواه أحمد والنسائي وفيه أيضا عن بريدة ، ورويفع بن ثابت وجابر ، وابن عباس ، والنعمان بن أبي عياش أوردها المستغفري في الدعوات .

407 - ( 78 ) - حديث : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعتين الأوليين كأنه على الرضف } الشافعي وأحمد والأربعة والحاكم من رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه ، وهو منقطع لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه ، قال شعبة عن عمرو بن مرة : سألت أبا عبيدة هل تذكر من عبد الله شيئا ؟ قال : لا . رواه مسلم وغيره وروى ابن أبي شيبة من طريق تميم بن سلمة : كان أبو بكر إذا جلس في الركعتين كأنه على الرضف إسناده صحيح ، وعن ابن عمر نحوه ، قال ابن دقيق العيد ، المختار أن يدعو في التشهد الأول كما يدعو في التشهد الأخير لعموم الحديث الصحيح : { إذا تشهد [ ص: 475 ] أحدكم فليتعوذ بالله من أربع }وتعقب بأنه في الصحيح عن أبي هريرة بلفظ : { إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخيرة فليتعوذ }وروى أحمد وابن خزيمة من حديث ابن مسعود { ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه التشهد ، فكان يقول إذا جلس في وسط الصلاة وفي آخرها على وركه اليسرى : التحيات إلى قوله عبده ورسوله ، قال : ثم إن كان في وسط الصلاة نهض حين يفرغ من تشهده ، وإن كان في آخرها دعا بعد تشهده بما شاء الله أن يدعو ، ثم يسلم . }

408 - ( 79 ) - حديث ابن عباس في التشهد مسلم والشافعي والترمذي والدارقطني وابن ماجه من طريق طاوس عنه ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله }. . . الحديث . قوله : ووقع في رواية الشافعي تنكير السلام في الموضعين . وهو كذلك ، وكذا هو عند الترمذي أيضا قوله : وروى غيره تعريفهما وهما صحيحان ، التعريف رواية مسلم وإحدى روايتي الدارقطني وفي صحيح ابن حبان تعريف الأول وتنكير الثاني ، وعكسه الطبراني

[ ص: 476 ] قوله : لم يرد التشهد بحذف التحيات ولا الصلوات ولا الطيبات بخلاف باقيها ، هو كما قال وسنسوق الأحاديث الواردة فيه جميعها إن شاء الله تعالى ، وهو يرد على الشيخ محيي الدين في شرح المهذب في نقله عن الشافعي ، فإنه قال : قال الشافعي والأصحاب : يتعين لفظ التحيات ، لثبوتها في جميع الروايات ، بخلاف غيرها ، نعم وقع في رواية ضعيفة للدارقطني من حديث ابن عمر بإسقاط الصلوات ، وإثبات الزاكيات بدلها .

409 - ( 80 ) - حديث ابن مسعود في التشهد : متفق على صحته وثبوته ، وأكثر الروايات فيه بتعريف السلام في الموضعين ، ووقع في رواية للنسائي { سلام علينا }بالتنكير ، وفي رواية للطبراني { سلام عليك }بالتنكير أيضا ، قال الترمذي : هو أصح حديث روي في التشهد . والعمل عليه عند أكثر أهل العلم . ثم روي بسند { عن خصيف ، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ; إن الناس قد اختلفوا في التشهد ، فقال : عليك بتشهد ابن مسعود }وقال البزار : أصح حديث في التشهد عندي حديث ابن مسعود ، روي عنه من نيف وعشرين طريقا ، ولا نعلم روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد أثبت منه ولا أصح أسانيد ولا أشهر رجالا ولا أشد تظافرا بكثرة الأسانيد والطرق ، وقال مسلم : إنما اجتمع الناس على تشهد ابن مسعود لأن أصحابه لا يخالف بعضهم بعضا ، وغيره قد اختلف أصحابه وقال محمد بن يحيى الذهلي : حديث ابن مسعود أصح ما روي في التشهد .

وروى الطبراني في الكبير من طريق عبد الله بن بريدة بن الحصيب ، [ ص: 477 ] عن أبيه ، قال : ما سمعت في التشهد أحسن من حديث ابن مسعود ، وقال الشافعي لما قيل له : كيف صرت إلى اختيار حديث ابن عباس في التشهد ؟ قال : لما رأيته واسعا وسمعته عن ابن عباس صحيحا كان عندي أجمع وأكثر لفظا من غيره ، فأخذت به غير معنف لمن يأخذ بغيره مما صح . ورجح غيره تشهد ابن مسعود بما تقدم ، ويكون رواته لم يختلفوا في حرف منه بل نقلوه مرفوعا على صفة واحدة بخلاف غيره .

410 - ( 81 ) - حديث عمر في التشهد : مالك والشافعي عنه عن ابن شهاب عن عروة ، عن عبد الرحمن بن عبد : أنه سمع عمر يعلم الناس التشهد على المنبر ، يقول : " قولوا { التحيات لله الزاكيات الطيبات الصلوات لله }الحديث . ورواه الحاكم والبيهقي ، وروياه من طريق أخرى عن هشام بن عروة عن أبيه : أن عمر فذكره ، وأوله بسم الله خير الأسماء . وهذه الرواية منقطعة ، وفي رواية للبيهقي تقديم الشهادتين على كلمتي السلام ، ومعظم الروايات على خلافه ، وقال الدارقطني في العلل : لم يختلفوا في أن هذا الحديث موقوف على عمر ورواه بعض المتأخرين عن ابن أبي أويس عن مالك مرفوعا وهو وهم .

411 - ( 82 ) - حديث : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أول ما يتكلم به عند القعدة : التحيات لله } أبو داود والدارقطني والطبراني من حديث مجاهد ، عن ابن عمر ولفظه : { التحيات لله الصلوات الطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله }قال ابن عمر : زدت فيها وبركاته الحديث ، وأدرج الطبراني وبركاته في نفس الخبر ، واختلف في وقفه ورفعه كما سنذكره بعد ورواه قاسم بن أصبغ من حديث محارب بن دثار ، عن ابن عمر : [ ص: 478 ] كان يعلمنا التشهد كما يعلم المكتب السورة من القرآن الولدان ، فذكر نحو هذا الحديث ، وفي حديث أبي موسى عند مسلم { : إذا جلستم فكان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم التحيات لله }.

412 - ( 83 ) - حديث : { جابر في أول التشهد : بسم الله خير الأسماء }كذا وقع فيه ، والمعروف في حديث جابر : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن بسم الله وبالله ، التحيات لله ، والصلوات والطيبات }. . . وفي آخره : { أسأل الله الجنة ، وأعوذ به من النار }كذا روى النسائي وابن ماجه والترمذي في العلل والحاكم ورجاله ثقات ; إلا أن أيمن بن نايل راويه عن أبي الزبير أخطأ في إسناده ، وخالفه الليث وهو من أوثق الناس في أبي الزبير ، فقال : عن أبي الزبير عن طاوس وسعيد بن جبير عن ابن عباس : قال حمزة الكناني : قوله : عن جابر خطأ ، ولا أعلم أحدا قال في التشهد : " بسم الله وبالله " إلا أيمن . وقال الدارقطني : ليس بالقوي خالف الناس ولو لم يكن إلا حديث التشهد ، وقال يعقوب بن شيبة : فيه ضعف . وقال الترمذي : سألت البخاري عنه ، فقال خطأ ، وقال الترمذي ، وهو غير محفوظ ، وقال النسائي : لا نعلم أحدا تابعه وهو لا بأس به ، لكن الحديث خطأ ، وقال البيهقي : هو ضعيف ، وقال عبد الحق : أحسن حديث أبي الزبير ما ذكر فيه سماعه ، ولم يذكر السماع في هذا .

قلت : ليس العلة فيه من أبي الزبير ، فأبو الزبير إنما حدث به عن طاوس ، وسعيد بن جبير لا عن جابر ، ولكن أيمن بن نايل كأنه سلك الجادة فأخطأ ، وقد جمع أبو الشيخ ابن حيان الحافظ جزءا فيما رواه أبو الزبير عن غير جابر ، يتبين للناظر فيه أن جل رواية أبي الزبير إنما هي عن جابر ، وأورد [ ص: 479 ] الحاكم في المستدرك حديثا ظاهره أن أيمن توبع عن أبي الزبير ، فقال : حدثنا أبو علي الحافظ ، ثنا عبد الله بن قحطبة ، ثنا محمد بن عبد الأعلى ، ثنا معتمر ، ثنا أبي عن أبي الزبير به . قال الحاكم : سمعت ابن علي يوثق ابن قحطبة إلا أنه أخطأ فيه ، لأن المعتمر لم يسمعه من أبيه ، إنما سمعه من أيمن ، انتهى .

وقال أبو محمد البغوي والشيخ في المهذب : ذكر التسمية في التشهد غير صحيح ، والله أعلم . وأما اللفظ الذي ذكره الرافعي فهو في حديث ابن عمر عند ابن عدي في الكامل ، وابن حبان في الضعفاء في ترجمة ثابت بن زهير عن نافع عن ابن عمر { عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول قبل التشهد : بسم الله خير الأسماء }وقد روى التشهد من الصحابة أبو موسى الأشعري وابن عمر ، وعائشة ، وسمرة بن جندب ، وعلي ، وابن الزبير ، ومعاوية ، وسلمان ، وأبو حميد . وروي عن أبي بكر موقوفا ، كما روي عن عمر ، فحديث أبي موسى رواه مسلم وأبو داود والنسائي والطبراني وأوله { فليكن من قول أحدكم التحيات الطيبات الصلوات لله }وحديث ابن عمر رواه أبو داود حدثنا نصر بن علي ثنا أبي ثنا شعبة عن أبي بشر سمعت مجاهدا يحدث عن ابن عمر ، { عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشهد التحيات الصلوات الطيبات لله ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله }قال ابن عمر : زدت فيها : وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله قال ابن عمر : زدت فيها : وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ورواه الدارقطني عن ابن أبي داود عن نصر بن علي ، وقال : إسناد صحيح . وقد تابعه على رفعه ابن أبي عدي [ ص: 480 ] عن شعبة ، ووقفه غيرهما ورواه ابن عدي عن أحمد بن المثنى عن نصر بن علي وغير بعض ألفاظه ، ورواه البزار عن نصر بن علي أيضا ، وقال : رواه غير واحد عن ابن عمر ، ولا أعلم أحدا رفعه عن شعبة إلا علي بن نصر كذا قال : وقول الدارقطني السابق يرد عليه . وقال أبو طالب : سألت أحمد عنه فأنكره ، وقال لا أعرفه ، وقال يحيى بن معين : كان شعبة يضعف حديث أبي بشر عن مجاهد ، وقال : ما سمع منه شيئا إنما رواه ابن عمر عن أبي بكر الصديق موقوفا وحديث عائشة رواه الحسن بن سفيان في مسنده والبيهقي من حديث القاسم بن محمد قال : علمتني عائشة قالت : هذا { تشهد النبي صلى الله عليه وسلم التحيات لله والصلوات والطيبات }الحديث ووقفه مالك عن عبد الرحمن بن القاسم ، ورجح الدارقطني في العلل وقفه . ورواه البيهقي من وجه آخر وفيه التسمية ، وفيه ابن إسحاق ، وقد صرح بالتحديث ، لكن ضعفها البيهقي لمخالفته من هو أحفظ منه قال : وروى ثابت بن زهير عن هشام ، عن أبيه عن عائشة وفيه التسمية ، وثابت ضعيف . ورواه ثابت أيضا عن نافع ، عن ابن عمر كما سبق وحديث سمرة رواه أبو داود ولفظه { قولوا التحيات لله الطيبات والصلوات . والملك لله ، ثم سلموا على النبي صلى الله عليه وسلم ، وسلموا على قارئكم ، وعلى أنفسكم }وإسناده ضعيف وحديث علي رواه الطبراني في الأوسط من حديث عبد الله بن عطاء حدثني الهندي سألت الحسين بن علي عن تشهد النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 481 ] فقال : تسألني عن تشهد النبي ، فقلت : حدثني بتشهد علي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : { التحيات لله ، والصلوات والطيبات ، والغاديات والرائحات والزاكيات والناعمات السابغات . الطاهرات لله }وإسناده ضعيف . قلت : وله طريق أخرى عن علي رواه ابن مردويه من طريق أبي إسحاق عن الحارث عنه ، ولم يرفعه وفيه من الزيادة { : ما طاب فهو لله ، وما خبث فلغيره }وحديث ابن الزبير رواه الطبراني في الكبير والأوسط من حديث ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد سمعت أبا الورد سمعت عبد الله بن الزبير يقول : { إن تشهد النبي صلى الله عليه وسلم باسم الله وبالله خير الأسماء التحيات لله والصلوات الطيبات . أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالحق بشيرا ونذيرا وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، اللهم اغفر لي واهدني }هذا في الركعتين الأوليين . قال الطبراني : تفرد به ابن لهيعة ، قلت : وهو ضعيف ولا سيما وقد خالف وحديث معاوية رواه الطبراني في الكبير وهو مثل حديث ابن مسعود وإسناده حسن ، وحديث سلمان رواه الطبراني أيضا والبزار وهو مثل حديث ابن مسعود ، لكن زاد " لله " بعد " والطيبات " ، وقال في آخره : { قلها في صلاتك ولا تزد فيها حرفا ولا تنقص منها حرفا }وإسناده ضعيف . وحديث أبي حميد رواه الطبراني ولكن زاد { الزاكيات لله }بعد { الطيبات } ، وأسقط واو الطيبات ، وإسناده ضعيف وحديث أبي بكر الموقوف رواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن الفضل بن دكين عن سفيان عن زيد العمي عن [ ص: 482 ] أبي الصديق الناجي ، عن ابن عمر : أن أبا بكر كان يعلمهم التشهد على المنبر كما يعلم الصبيان في المكتب : { التحيات لله ، والصلوات والطيبات }فذكر مثل حديث ابن مسعود سواء .

قلت : ورواه أبو بكر بن مردويه في كتاب التشهد له من رواية أبي بكر مرفوعا أيضا ، وإسناده حسن ، ومن رواية عمر أيضا مرفوعا وإسناده ضعيف ، فيه إسحاق بن أبي فروة ، ومن حديث الحسين بن علي من طريق عبد الله بن عطاء أيضا عن الزهري قال : سألت حسينا عن تشهد ، فقال : هو تشهد النبي صلى الله عليه وسلم فساقه ، ومن حديث طلحة بن عبيد الله وإسناده حسن ومن حديث وإسناده صحيح ، ومن حديث أبي هريرة وإسناده صحيح أيضا ، ومن حديث أبي سعيد وإسناده أيضا صحيح ، ومن حديث الفضل بن عباس ، وأم سلمة وحذيفة ، والمطلب بن ربيعة ، وابن أبي أوفى ، وفي أسانيدهم مقال ، وبعضها مقارب ، فجملة من رواه أربعة وعشرون صحابيا .

413 - ( 84 ) - حديث كعب بن عجرة : { أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن كيفية الصلاة عليه فقال : قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد } النسائي والحاكم بهذا السياق ، وأصله في الصحيحين وقد تقدمت الإشارة إليه .

414 - ( 85 ) - حديث ابن مسعود : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في آخر التشهد ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو }وفي رواية { فليدع بعد بما شاء }الرواية الأولى رواها البخاري في آخر التشهد ، ولفظه { ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به }واتفقا على الرواية الثانية ، [ ص: 483 ] فلفظ مسلم { ثم يتخير من المسألة ما شاء }ولفظ البخاري : { ثم يتخير من الثناء ما شاء }وفي رواية للنسائي عن أبي هريرة { ثم يدعو لنفسه بما بدا له }إسناده صحيح ، وفي حديث ابن عباس عند مسلم { فأما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم . }

415 - ( 86 ) - حديث : { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من آخر ما يقول من التشهد والتسليم : اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وما أسرفت وما أنت أعلم به مني ، أنت المقدم والمؤخر ، لا إله إلا أنت } مسلم من حديث علي في حديث طويل لكن عنده من طريق أخرى ، وعند أبي داود : { أنه كان يقول ذلك بعد التسليم }.

416 - ( 87 ) - حديث : { إذا فرغ أحدكم من التشهد فليتعوذ بالله من أربع : من عذاب جهنم ، وعذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال } مسلم من حديث أبي هريرة ، [ ص: 484 ] وهو في البخاري بغير تقيد بالتشهد وزاد النسائي { ثم يدعو لنفسه بما بدا له . }

التالي السابق


الخدمات العلمية