( ) ما تعرضت له القدرية من العلماء والحكام
ثم انطمرت هذه المقالة ، وانجحر من أظهرها في جحره ، وصار من اعتقدها جليس منزله ، وخبأ نفسه في السرداب كالميت في قبره ؛ خوفا من القتل والصلب والنكال والسلب من طلب الأئمة لهم ؛ لإقامة حدود الله - عز وجل - فيهم ، وقد أقاموا في كثير منهم ، ونذكر في مواضعه أساميهم ، وحث العلماء على طلبهم ، وأمروا المسلمين بمجانبتهم ، ونهوهم عن مكالمتهم والاستماع إليهم والاختلاط بهم ؛ لسلامة أديانهم ، وشهروهم عندهم بما انتحلوا من آرائهم الحديثة ، ومذاهبهم الخبيثة ؛ خوفا من مكرهم أن يضلوا مسلما عن دينه بشبهة وامتحان ، أو بزخرف قول من لسان ، وكانت حياتهم كوفاة ، [ ص: 17 ] وأحياؤهم عند الناس كالأموات ، المسلمون منهم في راحة ، وأديانهم في سلامة ، وقلوبهم ساكنة ، وجوارحهم هادية ، وهذا حين كان الإسلام في نضارة ، وأمور المسلمين في زيادة .