[ ص: 196 ] سياق
ما روي - من كرامات أبي نصر المدني المبتلى - رضي الله عنه
130 - أخبرنا محمد بن عمر بن محمد بن حميد ، قال : ثنا ، قال : ثنا محمد بن مخلد العباس بن محمد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا أبي ، عن ، قال : أجدبت محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدينة فاشتد حال أهلها ، وتكشف قوم مستورون ، وخرجوا يدعون ، فمررت يوما بسوق الطعام وما فيه حبة حنطة ولا شعير ، فإذا أبو نصر جالس منكس رأسه ، فقلت له : يا أبا نصر ، أما ترى ما فيه أهل حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : بلى ، فقلت : أفلا تدعو الله تعالى عله يفرج ما هم فيه ؟ قال : بلى ، وحول وجهه إلى القبلة ، وقال : اجلس عن يميني ، [ ص: 197 ] قال : فجلست عن يمينه ، فانكب فعفر وجهه في التراب ، ثم رفع رأسه ، فقال : يا فارج الهم ، يا كاشف الضر ، مجيب دعوة المضطرين ، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما صل على محمد ، وآل محمد ، وفرج ما أصبح فيه أهل حرم نبيك ، ثم غلب فذهب ، وقمت من عنده .
قال : فوالله ما خرجت من السوق حتى رأيت قد تغطت ، فرفعت رأسي فإذا رجل جراد أرى سوادهن في الهواء فما زلن يسقطن إلى جنبي وأنا واقف أنظر حتى ملأ ما بين المدينة ، فاستغنى كل قوم بما في دارهم من جراد محشو الأجواف ، فطبخوا وملحوا وقلا .. من قدر على الزيت ، وملأ الناس الحباب ، والجرار ، والقواصر ، وألقوه في جوا بيوتهم ، ثم نهض ... فانتشر في أعراض المدينة لم يخرج منها إلى غيرها ، فما مرت بنا ثلاث حتى جاءت عشر سفائن دخلت الجاز ، فإذا هي دخلت في الوقت الذي دعا فيه أبو نصر ، فرجع السعر إلى أرخص ما كان ، ورجعت حال الناس إلى أحسن ما كانت . قال : فأتيت أبا نصر وهو في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا أبا نصر ، أما ترى إلى بركات دعائك ، قال : لا إله إلا الله هذه رحمة الله التي وسعت كل شيء .