[ ص: 724 ] سياق
ما روي وما نقل من الإجماع في آيات القدر
وذلك حين خرج - رضي الله عنه - من عمر بن الخطاب المدينة إلى الشام ومعه جمهور المهاجرين والأنصار حتى قدم دمشق فوقع بالشام طاعون ، فخاف عمر أن يقدم بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستشار الصحابة في ذلك ممن معه من المهاجرين والأنصار ومن كان بالشام فقيها .
فاختلفوا عليه حتى جاء فروى له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " عبد الرحمن بن عوف " . إذا سمعتم به بأرض قوم فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا
فحمد الله عمر ، ثم انصرف فخطبهم على باب الجابية ليقص عليهم ويعرفهم سبب انصرافهم ، فقال في خطبته كما أنزل الله في كتابه وأمر رسوله استفتاح الخطيب بها : من يضلل الله فلا هادي له ، ومن يهد الله فلا مضل له . فقال جاثليق النصارى : إن الله لا يضل أحدا مرتين أو ثلاثا ، فأنكر الصحابة ذلك عليه مرتين .
فقال عمر لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما يقول ؟ قالوا : يا أمير المؤمنين يزعم أن الله لا يضل أحدا . فقال عمر : كذبت بل الله خلقك والله أضلك ، ثم يميتك [ ص: 726 ] فيدخلك النار إن شاء الله ، أما والله لولا ولث عهد لك لضربت عنقك . قال : فتفرق الناس وما يختلف في القدر اثنان .
قال الشيخ أبو القاسم الحافظ : فإن كان في الدنيا إجماع بانتشار من غير إنكار ، فهو في هذه المسألة ، فمن خالف قوله فيها فهو معاند مشاقق يلحق به الوعيد وهو داخل تحت قوله : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) .
1190 - أخبرنا قال : أخبرنا عيسى بن علي بن عيسى قال : نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال : ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري \ح\ : مالك بن أنس
1191 - وأخبرنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب قال : أخبرنا محمد بن هارون قال : ثنا عمرو بن علي قال : ثنا قال : قرأت على عبد الله بن مسلمة بن قعنب \ح\ : مالك بن أنس
1162 - وأخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد قال : ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال : ثنا جدي قال : ثنا يعقوب بن شيبة إسحاق بن عيسى ، وحدثنا ، عن عبد الله بن مسلمة القعنبي مالك ، عن ، عن الزهري ، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب : عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل أن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - خرج إلى عمر بن الخطاب الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد - أبو عبيدة [ ص: 727 ] وأصحابه - فأخبروه أن الوباء وقع بالشام . قال : فقال ابن عباس عمر : ادع المهاجرين الأولين ، فدعاهم فاستشارهم فأخبرهم أن الوباء قد وقع في الشام فاختلفوا في الأمر .
فقال بعضهم : خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه . وقال آخرون : إن معك بقية الناس وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء .
فقال عمر : ارفعوا عني . ثم قال : ادع لي الأنصار فدعوا - فدعوهم - له فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين فاختلفوا كاختلافهم . فقال : ارتفعوا عني . ثم قال : ادع لي من هاهنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح ، فدعوا له فاستشارهم فلم يختلف عليه منهم رجلان قالوا : نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء .
فأذن عمر بالناس إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه . قال أبو عبيدة : يا أمير المؤمنين أفرارا من قدر الله ؟ قال : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ، نعم نفر من قدر الله - عز وجل - إلى قدر الله . أرأيت لو كان لك إبل فهبطت بها واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة أليس إن رعيت الخصبة رعيتها [ ص: 728 ] بقدر الله ، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ؟ قال : فجاء وكان متغيبا في بعض حاجته فقال : إن عندي من هذا علما : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " عبد الرحمن بن عوف " . قال : فحمد الله - عز وجل - ثم انصرف . إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه
أخرجه ، البخاري ومسلم .
1193 - أنبأ عبد الله بن محمد بن جعفر ، وعبيد الله بن أحمد بن علي ، أنبأ قال : أخبرنا الحسين بن إسماعيل قال : ثنا محمد بن عبد الله المخرمي قال : ثنا وكيع سفيان ، عن ، عن حبيب بن أبي ثابت إبراهيم بن سعد : عن سعد بن مالك ، ، وخزيمة بن ثابت ، قالوا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " وأسامة بن زيد ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا إن هذا الطاعون رجز وبقية عذاب عذب به قوم ، فإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تدخلوها " .
أخرجه مسلم عن عن أبي بكر بن أبي شيبة . وكيع
1194 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن ، أخبرنا قال : نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال : ثنا داود بن رشيد خلف - يعني ابن [ ص: 729 ] خليفة - عن ، عن ليث بن أبي سليم عطاء : عن قال : من ابن عمر كان مكذبا . فر من الطاعون
1195 - أخبرنا أحمد بن محمد بن عروة الدارمي قال ثنا قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا وهب بن بقية خالد - يعني ابن عبد الله - عن إسماعيل بن حماد عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة : عن عبد الله قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - \ح\ :
1196 - وأخبرنا أحمد بن عبيد قال أخبرنا قال أخبرنا علي بن عبد الله بن مبشر قال ثنا أحمد بن سنان قال ثنا أبو أحمد الزبيري إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص وأبي عبيدة : عن عبد الله : ( الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ به من شرور أنفسنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ) . خطبة الحاجة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمنا
1197 - أخبرنا الحسن بن عثمان قال : أخبرنا أحمد بن حمدان قال : ثنا قال : ثنا بشر بن موسى قال : ثنا معاوية بن عمرو أبو إسحاق ، عن ، عن خالد الحذاء عبد الأعلى : [ ص: 730 ] عن قال : خطب عبد الله بن الحارث بن نوفل عمر بن الخطاب بالجابية فتشهد ثم قال : من يضلل الله فلا هادي له ، وكان الجاثليق بين يديه ، ثم قال : لا إن الله لا يضل أحدا .
فقال عمر : ما يقول ؟ فكرهوا أن يخبروه ، ثم عاد فقال : من يضلل الله فلا هادي له . فنفض الجاثليق ثوبه ينكر ما يقول عمر قال : إن الله لا يضل أحدا مرتين أو ثلاثا .
فقال عمر : ما يقول ؟ قالوا : يا أمير المؤمنين يزعم أن الله لا يضل أحدا . فقال عمر : كذبت يا عدو الله بل الله خلقك ، والله يضلك ، ثم يميتك فيدخلك النار إن شاء الله ، أما والله لولا ولث عهد لك لضربت عنقك .
آدم ونثر ذريته في يده وكتب أهل الجنة وما هم عاملون ، وكتب أهل النار وما هم عاملون ، ثم قال : هؤلاء لهذه ، وهؤلاء لهذه . إن الله خلق الخلق وقال حين خلق
فتفرق الناس وما يختلف في القدر اثنان ، ولقد كان من الناس من قبل ذلك من ينطق فيه .
1198 - أخبرنا محمد بن علي بن النضر قال : أخبرنا علي بن [ ص: 731 ] عبد الله بن مبشر قال : ثنا محمد بن عبادة قال : ثنا قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، عن سفيان الثوري . عن خالد الحذاء عبد الله بن الحارث قال : قام عمر بن الخطاب بالجابية خطيبا فقال في خطبته : من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وعنده الجاثليق - يعني يسمع ما يقول - .
قال : فنفض ثوبه كهيئة المنكر . فقال عمر : ما يقول ؟ قال : يا أمير المؤمنين يزعم أن الله لا يضل أحدا . قال : كذبت يا عدو الله بل الله خلقك وهو أضلك وهو يدخلك النار إن شاء الله ، أما والله لولا ولث عقد لك لضربت عنقك .
إن الله خلق الخلق فخلق أهل الجنة وما هم عاملون ، وخلق أهل النار وما هم عاملون قال : هؤلاء لهذه ، وهؤلاء لهذه .
1199 - أخبرنا قال : أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله قال : حدثنا دعلج بن أحمد قال : ثنا الفضل بن الحباب الجمحي عبد المجيد بن سعيد بن عبيد الله بن عبد الأعلى الكريزي قال : حدثني عبيد الله بن عبد الأعلى ، عن أبيه عبد الأعلى - يعني ابن عبد الله بن عامر بن كريز - : عن قال : شهدت عبد الله بن الحارث بن نوفل يخطب الناس عمر بن الخطاب بالجابية فقال : من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
قال : والجاثليق ماثل بين يديه قال : بركست بركست . قال : [ ص: 732 ] فأعادها الجاثليق . قال : فقال عمر في الثالثة ما يقول عدو الله ؟ قال : يقول : إن الله لا يهدي ولا يضل . قال : بلى ، الله خلقك والله أضلك والله يكبك في النار على منخرك ، أما والله لولا أن لك عهدا سبق لضربت عنقك .
فتفرق الناس يومئذ وما يختلف في القدر اثنان .
1200 - أخبرنا محمد بن الحسين بن يعقوب قال : ثنا جعفر بن نصير قال : ثنا إسحاق بن إبراهيم بن جابر - بمصر - قال : ثنا قال : ثنا سعيد بن أبي مريم مالك ، ، عن وابن أبي الزناد ، عن زياد بن سعد عمرو بن مسلم . عن قال : أدركت ثلاثمائة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون : كل شيء بقدر . طاوس اليماني
وسمعت عبد الله بن عمر يقول : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( ) . والذي في الموطأ عن كل شيء بقدر حتى العجز والكيس مالك عن عن زياد بن سعد عمرو : عن قال : أدركت ناسا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وقد أخرجه طاوس مسلم - وتقدمت روايته - .
[ ص: 733 ] 1201 - أخبرنا ، أخبرنا علي بن محمد بن عيسى علي بن محمد بن أحمد قال : ثنا إسحاق بن إبراهيم بن جابر قال : ثنا قال : ثنا سعيد بن أبي مريم مالك قال : حدثني : عن زياد بن سعد قال : سمعت عمرو بن دينار عبد الله بن الزبير يقول في خطبته : إن الله - عز وجل - هو الهادي الفاتن .
1202 - أخبرنا قال : أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله قال : ثنا إسماعيل بن محمد محمد بن عبيد الله بن أبي داود قال : ثنا قال : ثنا يونس بن محمد ، عن أبيه : عن المعتمر بن سليمان قال : كان رجل من يحيى بن يعمر جهينة - فيه رهق - وكان يتوثب على جيرانه ، ثم إنه قرأ القرآن وفرض الفرايض وقص على الناس ، ثم إنه صار من أمره أن زعم أن العمل أنف ، من شاء عمل خيرا ، ومن شاء عمل شرا .
فلقيت فذكرت ذلك له . فقال : كذب ، ما رأينا أحدا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا يثبت القدر . أبا الأسود الدؤلي