[ ص: 821 ] سياق  
ما روي عن الرؤيا السوء من  المعتزلة    
قد مضى فيما قبل قصة   عمرو بن عبيد  في الرؤيا ما رواه   ثابت بن أسلم البناني الزاهد  ،   وعاصم بن سليمان الأحول  ،   وحماد بن سلمة     .  
1385 -  وسمعت   أبا أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرائضي  رحمه الله الشيخ الصالح الأمين الثقة يقول غير مرة : كان رجل ضرير من أهل القرآن يقرأ علي - وأثنى عليه خيرا  أبو أحمد     - فقال لي - بعدما مات  الجعد     - لعنه الله : قد رأيت رؤيا ، فقلت : ماذا رأيت ؟ قال : رأيت كأني كنت في مسجد وفيه جماعة من الناس يريدون الصلاة ، وقد قام الإمام ؛ ليقيم الصلاة فدخل رجل من برا ، وأسر إليه شيئا .  
فالتفت الإمام ، وقال : قد مات  جعد  ، لا رحم الله  جعدا  ، وحشي قبره نارا ، وأراح المسلمين منه " . قال الشيخ  أبو أحمد     : قلت له : تعرف هذا الرجل الذي رأيت له الرؤيا ؟ قال : لا والله ما أعرفه ، ولا سمعت باسمه إلا في الرؤيا . قلت : هذا من متكلمي  المعتزلة   وقد مات في هذه الأوقات     .  
1386 -  قال الشيخ  أبو القاسم  رحمه الله وسمعته غير مرة      [ ص: 822 ] يذكر   أبا حامد المروروذي  يثني على عمله ، ويطنب في فضله ، وحسن صورته ، وجملته . فقال : رأيته في النوم ، وكأنه على سطح مسجد قاعد وحوله جماعة وسخة ثيابهم ، كأنهم يشبهون غلمان البزارين ، وبين يديه طبق عليه عود يلوكه بأسنانه ، وقد اسودت جلدة وجهه بعد حسنها ونضارتها في حياته .  
فلما نظرت إليه أنكر نظري وكأنه خيل إليه أنني أتأمله ؛ لما أعلم مما كان يرمى به من بدعته . فقال : إنا لا نظلم الله ، فقلت : ألا لعنة الله على الظالمين فهم الذين حواليه بسوء يوقعونه بي ، فقرأت (  الله لا إله إلا هو الحي القيوم      ) وأخذت أشير بإصبعي وكان رحمه الله يشير في اليقظة كذلك وانتبهت     .  
				
						
						
