الحديث به عنه وعن  أبي ذر  
وأما حديثه مع  أبي ذر  رضي الله عنهما فقال   النسائي  في كتاب الإيمان من مجتبى سننه :  صفة الإيمان والإسلام      . أخبرنا  محمد بن قدامة  عن  جرير  عن  أبي فروة  عن  أبي زرعة  عن   أبي هريرة  وأبي ذر  رضي الله عنهما قالا :  كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظهراني أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل ، فطلبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعل له مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه فبنينا له دكانا من طين كان يجلس عليه ، وإنا لجلوس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسه إذ أقبل رجل أحسن الناس وجها وأطيب الناس ريحا كأن ثيابه لم يمسها دنس حتى سلم في طرف البساط فقال : السلام عليك يا  محمد      . فرد عليه السلام قال : أدنو يا  محمد   ؟ قال : ادنه فما زال يقول أدنو مرارا ويقول له ادن حتى وضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : يا  محمد   ، أخبرني ما الإسلام ؟ قال : الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج البيت وتصوم رمضان .      [ ص: 585 ] قال : إذا فعلت ذلك فقد أسلمت ؟ قال : نعم . قال : صدقت . فلما سمعنا قول الرجل " صدقت " أنكرنا . قال : يا  محمد   ، أخبرني ما الإيمان ؟ قال : الإيمان بالله وملائكته والكتاب والنبيين وتؤمن بالقدر . قال : فإذا فعلت ذلك فقد آمنت ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم . قال : صدقت . قال : يا  محمد   ، أخبرني ما الإحسان ؟ فقال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . قال : صدقت . قال : يا  محمد   ، أخبرني متى الساعة ؟ قال : فنكس فلم يجبه شيئا ، ثم أعاد فلم يجبه شيئا ثم أعاد فلم يجبه شيئا ، ورفع رأسه فقال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، ولكن لها علامات تعرف بها ، إذا رأيت الرعاء البهم يتطاولون في البنيان ، ورأيت الحفاة العراة ملوك الأرض ، ورأيت الأمة تلد ربها في خمس لا يعلمها إلا الله : (  إن الله عنده علم الساعة      ) إلى قوله : (  إن الله عليم خبير      ) ثم قال : لا والذي بعث  محمدا   بالحق هاديا وبشيرا ما كنت بأعلم به من رجل منكم ، وإنه  لجبريل   نزل في صورة   دحية الكلبي   رضي الله عنه     .  
وقال  أبو داود  في باب القدر من كتاب السنة من سننه : حدثنا   عثمان بن أبي شيبة  حدثنا  جرير  عن  فروة  عن   أبي زرعة بن عمر بن جرير  عن  أبي ذر   وأبي هريرة  قالا : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم . . الحديث . وفيه :  فبنينا له دكانا من طين فجلس عليه وكنا نجلس بجنبتيه     . وذكر نحو هذا الخبر  فأقبل رجل فذكر هيئته حتى سلم من طرف السماط فقال : السلام عليك يا  محمد      . قال : فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم     .  
فحاصل طرق حديث   أبي هريرة  وحده ومع  أبي ذر  رضي الله عنهما  أبو زرعة  عن   أبي هريرة  وعنه  أبو حيان  وأبو فروة  وعمارة بن القعقاع  ، وعن   أبي حيان إسماعيل بن إبراهيم بن علية  وجرير   ومحمد بن بشر  ، وعن  إسماعيل مسدد   وأبو بكر بن أبي شيبة   وزهير بن حرب   وأحمد بن حنبل  ، وعن  جرير إسحاق   وزهير بن حرب  ومحمد بن قدامة   وعثمان بن أبي شيبة  وعن   محمد بن بشر  محمد بن   [ ص: 586 ] نمير  ، وعن كل من  عمارة  وأبي فروة جرير     . والله أعلم .  
				
						
						
