طبقة أخرى  
قال   زكريا بن يحيى الساجي     - رحمه الله : القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهل الحديث الذين لقيناهم  إن الله على عرشه في سمائه ، يقرب من خلقه كيف شاء   ، وساق سائر الاعتقاد     .  وقال   أبو جعفر محمد بن جرير الطبري إمام المفسرين     - رحمه الله - في عقيدته : وحسب امرئ أن يعلم أن ربه هو الذي على العرش استوى ، فمن تجاوز ذلك ، فقد خاب وخسر  ، ونقل في تفسير (  ثم استوى على العرش      ) في المواضع كلها : أي علا وارتفع ، وتفسيره مشحون بأقوال السلف على الإثبات .  
وقال  حماد بن هناد البوشنجي     : هذا ما رأينا عليه أهل الأمصار ، وما دلت عليه مذاهبهم فيه ، وإيضاح منهاج العلماء وصفة السنة وأهلها ، إن الله فوق السماء السابعة على عرشه ، بائن من خلقه ، وعلمه وسلطانه وقدرته بكل مكان     .  وقال إمام الأئمة   محمد بن إسحاق بن خزيمة     : من لم يقر بأن      [ ص: 197 ] الله على عرشه استوى فوق سبع سماواته ، بائن من خلقه ، فهو كافر يستتاب ، فإن تاب وإلا ضربت عنقه ، وألقي على مزبلة ; لئلا يتأذى برائحته أهل القبلة  وأهل الذمة      .  
وقال   أبو العباس بن سريج     : قد صح عن جميع أهل الديانة والسنة إلى زماننا أن جميع الآي والأخبار الصادقة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجب على المسلمين الإيمان بكل واحد منها كما ورد ، وأن السؤال عن معانيها بدعة ، والجواب كفر وزندقة ، مثل قوله : (  هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام      ) ، وقوله : (  الرحمن على العرش استوى      ) ، وذكر الاعتقاد     .  
وقال  ثعلب  إمام العربية (  على العرش استوى      ) : علا .  وقال   أبو جعفر الترمذي  ، وسأله سائل عن حديث نزول الرب ، فالنزول كيف هو يبقى فوقه علو ؟ فقال : النزول معقول ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة     .  وقال   الطحاوي  الإمام في عقيدته : والعرش والكرسي حق ، كما بين في كتابه ، وهو مستغن عن العرش وما دونه ، محيط بكل شيء وفوقه     .  
وقال   أبو الحسن الأشعري  في ذكر مقالة  أهل السنة   وأصحاب الحديث : وأن الله على عرشه كما قال تعالى : (  الرحمن على العرش استوى      ) ، قال : ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء ; لأن الله - تعالى - مستو على العرش الذي هو فوق السماوات ، فلولا أن الله على العرش ، لم يرفعوا أيديهم نحو العرش .  وقال   أبو محمد البربهاري  رحمه الله تعالى : الكلام في الرب محدثة وبدعة وضلالة ، فلا يتكلم في الله إلا بما وصف به نفسه ، ولا نقول في صفاته لم ولا كيف ، يعلم السر وأخفى ، وعلى عرشه استوى ، وعلمه بكل مكان     .  
				
						
						
