( حدثنا   محمود بن غيلان  حدثنا   أبو داود الحفري     ) بفتح المهملة والفاء نسبة إلى موضع بالكوفة ( عن  سفيان  عن   الربيع بن صبيح  عن  يزيد بن أبان     ) بالصرف وعدمه (  عن   أنس بن مالك  قال :  حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رحل      ) أي راكبا على قتب جمل ( رث ) بفتح راء وتشديد مثلثة أي خلق بال ( وعليه ) أي والحال أن على الرحل لا على الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما توهمه  الحنفي  وجوزهما ، وقدم الثاني كما اقتصر بعض الشراح على الأخير ( قطيفة ) أي كساء له خمل وهو هدب القطيفة ، أي الخيوط بطرفه المرسلة من السدى عن غير لحمة عليها ( لا تساوي ) أي لا يبلغ مقدار ثمنها ( أربعة دراهم فقال : اللهم اجعله ) أي حجي ( حجا لا رياء فيه ) بالهمزة وفي نسخة بالياء وهو مما اشتهر على الألسنة لثقل الهمزتين فخففت الأولى لكسرة ما قبلها ، وبه قرأ  أبو جعفر  من العشرة ، ووقف عليه  حمزة  من السبعة ، وما نقله  الحنفي  من المغرب : ورياء بالياء خطا خطأ مع أن  البيهقي  قال : يقال راءى فلان الناس يرائيهم مراءة وراياهم مراياة على القلب بمعنى انتهى ، ولا شك أن الرياء على القلب إنما يكون      [ ص: 168 ] بالياء فقط وفي الحديث  من راءى راءى الله به   ، أي من عمل عملا لكي يراه الناس شهر الله رياءه يوم القيامة ( ولا سمعة ) بضم سين فسكون ميم ، يقال : فعل ذلك سمعة أي ليسمعه الناس ويمدحوه ، وفي الحديث :  من سمع سمع الله به  ، أي من فعله سمعة شهره تسميعا وفي النهاية ومنه الحديث إنما فعله سمعة ورياء أي ليسمعه الناس ويرده . انتهى ، والتحقيق أنهما متغايران باعتبار أصل اللغة من حيث الاشتقاق ، وإن كان يطلق أحدهما على الآخر تغليبا ، حيث أن المراد بهما ما لم يكن لوجه الله وابتغاء مرضاته وعدم الاكتفاء بعلمه سبحانه ، وهذا من عظم تواضعه - صلى الله عليه وسلم - إذ لا يتطرق الرياء والسمعة إلا لمن حج على المراكب البهية والملابس السنية ، قال  العسقلاني     : في إسناد هذا الحديث ضعف ، وأخرجه   ابن حبان  أيضا قال  ميرك شاه  وضعفه لأجل   الربيع بن صبيح  فإنه ضعيف له مناكير ،  ويزيد بن أبان  أيضا متروك منكر الحديث ، وبه شاهد ضعيف أيضا عن   سعيد بن بشير  ، عن  عبد الله بن حكم الكناني  رجل من  أهل اليمن   من مواليهم ،  عن  بشر بن قدامة الضبابي  قال : أبصرت عيناي حين كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقفا بعرفات على ناقة حمراء قصواء تحته قطيفة بولانية ، وهو يقول : اللهم اجعلها حجة غير رياء ولا هباء ولا سمعة ، والناس يقولون : هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  ، قال  الذهبي  في الميزان : تفرد به   ابن عبد الحكم  ،   وسعيد بن بشير  مجهول انتهى ، ويفهم من السياق أن ضمير عليه في قوله : عليه قطيفة ، راجع إلى الرحل لا إلى الرسول كما توهمه بعض من لا نصيب له في هذا العلم ، ويؤيده أيضا ما سيأتي من هذا الباب بلفظ :  حج على رحل رث وقطيفة  بالجر عطفا على رحل ، ووقع عند   البخاري  من حديث   أسامة بن زيد     :  أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عاد   سعد بن عبادة  على حمار عليه إكاف عليه قطيفة  ، قال  العسقلاني     : على الثالثة بدل من الثانية وهي بدل من الأولى ، والحاصل أن الإكاف على الحمار ، والقطيفة فوق الإكاف ، والراكب فوق القطيفة انتهى .  
				
						
						
