( حدثنا   سفيان بن وكيع  ، أخبرنا   محمد بن بشر     ) : بكسر موحدة فسكون معجمة ، أخرج حديثه الستة . ( عن   علي بن صالح     ) : أخرج حديثه  مسلم  والأربعة . ( عن  أبي إسحاق  ، عن  أبي جحيفة     ) : بضم جيم وفتح مهملة وسكون باء بعدها فاء ، صحابي مشهور ، كان في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ، روي عنه خمسون حديثا ، حديثان في      [ ص: 115 ]  البخاري  وفي  مسلم  ثلاثة وفيهما حديثان . ( قال قالوا ) : أي الصحابة أو رئيسهم  أبو بكر  والجمع للتعظيم ، والأول أظهر ، وإنما نسب إليهم مع أن القائل واحد لاتفاقهم في معنى هذا القول فكأن جميعهم قالوا . ( يا رسول الله نراك ) : يحتمل أن يكون من الرؤية بمعنى العلم ، وقوله : ( قد شبت ) : في محل نصب على أنه مفعول ثان ، وأن يكون بمعنى الإبصار " وقد شبت " حال من مفعول نراك ، وهو الأظهر . ( قال :  شيبتني هود وأخواتها     ) : أي أشباهها التي فيها ذكر القيامة وعذاب الأمم السالفة ، وأما قول  ابن حجر     : لعلها المفصلة في الحديث السابق ، وقوله : كان وجه تخصيص هذه السور بالذكر أنه صلى الله عليه وسلم حال إخباره بذلك لم يكن أنزل عليه ما يشتمل على ما مر غيرهما فغير ظاهر ، بل غير صحيح ; لأن العلة المذكورة حيثما وجدت في القرآن يكون سببا لضعف القوى ، والسور المكية هي التي تشتمل على وقائع الأمم السالفة كالشعراء وطه والأنبياء والقصص وغيرهما ، ولا شك أن السؤال كان  بالمدينة   ، والمدنيات منحصرة في الخمس الأول وفي الرعد والفتح والتي قبلها وبعدها والرحمن والحديد وقد سمع والدهر والنصر ، وليس في شيء منها ما يناسب السبب المتقدم المذكور في غيرها ، وقد جاء حديث مصرح لما ذكرنا وهو ما أخرج  ابن سعد  عن  أنس  ، قال : بينا  أبو بكر  وعمر  جالسان نحو المنبر إذ طلع عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض بيوت نسائه يمسح لحيته ويرفعها فينظر إليها . قال  أنس     : وكان  أبو بكر  رجلا رقيقا ، وكان  عمر  رجلا شديدا ، فقال  أبو بكر     : وأمي لقد أسرع فيك الشيب ، فرفع لحيته بيده فنظر إليها وذرفت عينا  أبي بكر  ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أجل شيبتني هود وأخواتها " ، قال  أبو بكر     : بأبي وأمي ما أخواتها ؟ قال : " الواقعة ، والقارعة ، وسأل سائل ، وإذا الشمس كورت     " . وقد علمت أن القارعة وسأل سائل غير مذكورتين في السور المفصلة السابقة ، وفي رواية "  شيبتني هود وأخواتها وما فعل بالأمم قبلي     " .  
				
						
						
