الفصل الثامن عشر : الوفاء ، وحسن العهد
وأما [ فحدثنا خلقه - صلى الله عليه وسلم - في الوفاء ، وحسن العهد ، وصلة الرحم القاضي أبو عامر محمد بن إسماعيل بقراءتي عليه ، قال حدثنا ، حدثنا أبو بكر محمد بن محمد ، حدثنا أبو إسحاق الحبال ، حدثنا أبو محمد بن النحاس ، حدثنا ابن الأعرابي أبو داود ، حدثنا ، حدثنا محمد بن يحيى محمد بن سنان ، حدثنا عن إبراهيم بن طهمان بديل ، عن عبد الكريم بن عبد الله بن شفيق ، عن أبيه ] ، عن عبد الله عن أبي الحمساء ، قال : ] . بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ببيع قبل أن يبعث ، وبقيت له بقية ، فوعدته أن آتيه بها في مكانه فنسيت ، ثم ذكرت بعد ثلاث ، فجئت فإذا هو في مكانه فقال : [ يا فتى ، لقد شققت علي ، أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك
وعن أنس : لخديجة ، إنها كانت تحب كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتي بهدية قال : اذهبوا بها إلى بيت فلانة ، فإنها كانت صديقة خديجة .
وعن عائشة قالت : ، لما كنت أسمعه يذكرها ، وإن كان ليذبح الشاة فيهديها إلى حلائلها . واستأذنت عليه أختها فارتاح إليها . ودخلت عليه امرأة ، فهش لها ، وأحسن السؤال عنها ، فلما خرجت قال : إنها كانت تأتينا أيام خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان خديجة . ما غرت على امرأة [ ص: 190 ] ما غرت على
ووصفه بعضهم ، فقال : كان يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم .
وقال - صلى الله عليه وسلم - : إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء غير أن لهم رحما سأبلها ببلالها .
. وقد صلى - عليه الصلاة السلام - بأمامة ابنة ابنته يحملها على عاتقه ، فإذا سجد ، وضعها ، وإذا قام حملها
وعن أبي قتادة : ( وفد ) وفد ، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - يخدمهم ، فقال له أصحابه : نكفيك . فقال : إنهم كانوا لأصحابنا مكرمين ، وإني أحب أن أكافئهم للنجاشي .
ولما جيء بأخته من الرضاعة الشيماء في سبايا هوازن ، وتعرفت له بسط لها رداءه ، وقال لها : إن أحببت أقمت عندي مكرمة محببة ، أو متعتك ، ورجعت إلى قومك فاختارت قومها فمتعها .
وقال أبو الطفيل [ 41 ] : . رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأنا غلام إذ أقبلت امرأة حتى دنت منه ، فبسط لها رداءه ، فجلست عليه ، فقلت : من هذه ؟ قالوا : أمه التي أرضعته
وعن عمر بن السائب . أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان جالسا يوما ، فأقبل أبوه من الرضاعة ، فوضع له بعض ثوبه ، فقعد عليه ، ثم أقبلت [ ص: 191 ] أمه فوضع لها شق ثوبه من جانبه الآخر فجلست عليه ، ثم أقبل أخوه من الرضاعة ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأجلسه بين يديه
وكان يبعث إلى ثويبة مولاة أبي لهب مرضعته بصلة ، وكسوة ، فلما ماتت سأل : من بقي من قرابتها فقيل لا أحد .
وفي حديث - خديجة . رضي الله عنها - أنها قالت له - صلى الله عليه وسلم - : أبشر ، فوالله لا يحزنك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق