قال : رجاء أرباب الرياضات أن يبلغوا موقفا تصفو فيه هممهم ، برفض الملذوذات ، ولزوم شروط العلم ، واستقصاء حدود الحمية . الدرجة الثانية
أرباب الرياضات : هم المجاهدون لأنفسهم بترك مألوفاتها ، والاستبدال بها مألوفات هي خير منها وأكمل ، فرجاؤهم أن يبلغوا مقصودهم بصفاء الوقت ، والهمة من تعلقها بالملذوذات . وتجريد الهم عن الالتفات إليها . وبلزوم شروط العلم . وهو الوقوف عند حدود الأحكام الدينية . فإن رجاءهم متعلق بحصول ذلك لهم ، واستقصاء حدود الحمية .
و " الحمية " العصمة والامتناع من تناول ما يخشى ضرره آجلا أو عاجلا . وله حدود متى خرج العبد عنها انتقض عليه مطلوبه ، والوقوف على حدودها بلزوم شروط العلم .
والاستقصاء في تلك الحدود بأمرين : بذل الجهد في معرفتها علما ، وأخذ النفس [ ص: 54 ] بالوقوف عندها طلبا وقصدا .