فصل  
وأما تضمنها  لشفاء الأبدان   فنذكر منه ما جاءت به السنة ، وما شهدت به قواعد الطب ، ودلت عليه التجربة .  
فأما ما دلت عليه السنة : ففي الصحيح من حديث   أبي المتوكل الناجي  عن   أبي سعيد الخدري  أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي من العرب ، فلم يقروهم ، ولم يضيفوهم ، فلدغ سيد الحي ، فأتوهم ، فقالوا :  هل عندكم من رقية   ، أو هل فيكم من راق ؟ فقالوا : نعم ، ولكنكم لم تقرونا ، فلا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا ، فجعلوا لهم على ذلك قطيعا من الغنم ، فجعل رجل منا يقرأ عليه بفاتحة الكتاب ، فقام كأن لم يكن به قلبة ، فقلنا : لا تعجلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتيناه ، فذكرنا له ذلك ، فقال : ما يدريك      [ ص: 79 ] أنها رقية ؟ كلوا ، واضربوا لي معكم بسهم .  
فقد تضمن هذا الحديث حصول شفاء هذا اللديغ بقراءة الفاتحة عليه ، فأغنته عن الدواء ، وربما بلغت من شفائه ما لم يبلغه الدواء .  
هذا مع كون المحل غير قابل ، إما لكون هؤلاء الحي غير مسلمين ، أو أهل بخل ولؤم ، فكيف إذا كان المحل قابلا .  
				
						
						
