فصل منزلة الحياء
ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الحياء
قال الله تعالى : ألم يعلم بأن الله يرى وقال تعالى : إن الله كان عليكم رقيبا وقال تعالى : يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .
وفي الصحيح من حديث رضي الله عنهما ابن عمر . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل - وهو يعظ أخاه في الحياء - فقال : دعه . فإن الحياء من الإيمان
وفيهما عن رضي الله عنه . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمران بن حصين . الحياء لا يأتي إلا بخير
وفيهما عن رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم . أنه قال : أبي هريرة . الإيمان بضع وسبعون شعبة - أو بضع وستون شعبة - فأفضلها : قول لا إله إلا الله . وأدناها إماطة الأذى عن الطريق . والحياء شعبة من الإيمان
[ ص: 248 ] وفيهما عن رضي الله عنه أنه قال : أبي سعيد الخدري . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها . فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم : . وفي هذا قولان . إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت
أحدهما : أنه أمر تهديد . ومعناه الخبر ، أي من لم يستح صنع ما شاء .
والثاني : أنه أمر إباحة . أي انظر إلى الفعل الذي تريد أن تفعله . فإن كان مما لا يستحيا منه فافعله . والأول أصح . وهو قول الأكثرين .
وفي الترمذي مرفوعا . استحيوا من الله حق الحياء . قالوا : إنا نستحي يا رسول الله . قال : ليس ذلكم ، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى . وليحفظ البطن وما حوى . وليذكر الموت والبلى . ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا . فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء