فصل
المشهد العاشر : وهو مشهد شريف لطيف جدا . فإن العاقل اللبيب يرضى أن يكون له أسوة برسل الله ، وأنبيائه وأوليائه ، وخاصته من خلقه . فإنهم [ ص: 307 ] أشد الخلق امتحانا بالناس ، وأذى الناس إليهم أسرع من السيل في الحدور . ويكفي تدبر قصص الأنبياء - عليهم السلام - مع أممهم وشأن نبينا صلى الله عليه وسلم وأذى أعدائه له بما لم يؤذه من قبله . مشهد الأسوة ورقة بن نوفل لتكذبن ولتخرجن ولتؤذين . وقال له : ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي . وهذا مستمر في ورثته كما كان في مورثهم صلى الله عليه وسلم . وقد قال له
أفلا يرضى العبد أن يكون له أسوة بخيار خلق الله ، وخواص عباده : الأمثل فالأمثل ؟ .
ومن أحب معرفة ذلك فليقف على محن العلماء ، وأذى الجهال لهم . وقد صنف في ذلك كتابا سماه محن العلماء . ابن عبد البر