فصل
قال الدرجة الثالثة : . ثم الصعود عن تفرقة التخلق . ثم التخلق بمجاوزة الأخلاق . التخلق بتصفية الخلق
هذه الدرجة ثلاثة أشياء .
أحدها : تصفية الخلق بتكميل ما ذكر في الدرجتين قبله . فيصفيه من كل شائبة وقذى ومشوش . فإذا فعلت ذلك صعدت من تفرقته إلى جمعيتك على الله . فإن التخلق والتصوف تهذيب واستعداد للجمعية . وإنما سماه تفرقة : لأنه اشتغال بالغير . والسلوك يقتضي الإقبال بالكلية ، والاشتغال بالرب وحده عما سواه .
ثم يصعد إلى ما فوق ذلك . وهو مجاوزة الأخلاق كلها بأن يغيب عن الخلق والتخلق . وهذه الغيبة لها مرتبتان عندهم .
إحداهما : الاشتغال بالله عز وجل عن كل ما سواه .
والثانية : الفناء في الفردانية التي يسمونها حضرة الجمع وهي أعلى الغايات [ ص: 310 ] عندهم . وهي موهبية لا كسبية . لكن العبد إذا تعرض وصدق في الطلب : رجي له الظفر بمطلوبه . والله أعلم .