فصل
قال صاحب " المنازل " :
: أن يتواضع العبد لصولة الحق . التواضع
يعني : أن يتلقى سلطان الحق بالخضوع له ، والذل ، والانقياد ، والدخول تحت رقه . بحيث يكون الحق متصرفا فيه تصرف المالك في مملوكه . فبهذا يحصل للعبد خلق التواضع . ولهذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم الكبر بضده . فقال ، فبطر [ ص: 318 ] الحق : رده وجحده ، والدفع في صدره . كدفع الصائل . وغمص الناس : احتقارهم وازدراؤهم . ومتى احتقرهم وازدراهم : دفع حقوقهم . وجحدها ، واستهان بها . الكبر بطر الحق ، وغمص الناس
ولما كان لصاحب الحق مقال وصولة : كانت النفوس المتكبرة لا تقر له بالصولة على تلك الصولة التي فيها ، ولا سيما النفوس المبطلة . فتصول على صولة الحق بكبرها وباطلها . فكان حقيقة التواضع : خضوع العبد لصولة الحق ، وانقياده لها . فلا يقابلها بصولته عليها .