قال : الدرجة الثالثة : . ذهول مع صحبة الاستقامة . وملازمة الرعاية على تهذيب الأدب
الذهول هاهنا : الغيبة في المشاهدة بالحال الغالب ، المذهل لصاحبه عن التفاته إلى غيره . وهذا إنما ينفع إذا كان مصحوبا بالاستقامة . وهي حفظ حدود العلم ، والوقوف معها ، وعدم إضاعتها . وإلا فأحسن أحوال هذا الذاهل : أن يكون كالمجنون الذي رفع عنه القلم . فلا يقتدى به . ولا يعاقب على تركه الاستقامة .
وأما إن كان سبب الذهول المخرج عن الاستقامة ، باستدعائه وتكلفه وإرادته : فهو عاص مفرط ، مضيع لأمر الله . له حكم أمثاله من المفرطين .
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول : متى كان السبب محظورا . لم يكن السكران معذورا .
وقوله : وملازمة الرعاية على تهذيب الأدب .
يريد به : ملازمته رعاية حقوق الله مع التأدب بآدابه . فلا يخرجه ذهول عن استقامته . ولا عن رعاية حقوق سيده ، ولا عن الوقوف بالأدب بين يديه . والله المستعان .