فصل
قال صاحب " المنازل " رحمه الله .
اسم للبراءة من الملكة . الفقر
عدل الشيخ عن لفظ عدم الملكة إلى قوله : البراءة من الملكة لأن عدم الملكة ثابت في نفس الأمر لكل أحد سوى الله تعالى . فالله سبحانه هو المالك حقيقة . فعدم الملكة : أمر ثابت لكل ما سواه لذاته . والكلام في الفقر الذي يمدح به صاحبه : هو فقر الاختيار . وهو أخص من مطلق الفقر . وهو براءة العبد من دعوى الملك بحيث لا ينازع مالكه الحق .
ولما كانت نفس الإنسان ليست له . وإنما هي ملك لله . فما لم يخرج عنها ويسلمها لمالكها الحق : لم يثبت له في الفقر قدم . فلذلك كان أول قدم الفقر : الخروج عن النفس وتسليمها لمالكها ومولاها . فلا يخاصم لها ولا يتوكل لها ولا يحاجج عنها ولا ينتصر لها ، بل يفوض ذلك لمالكها وسيدها .
قال : لا تخاصم لنفسك . فإنها ليست لك . دعها لمالكها يفعل بها ما يريد . بندار بن الحسين
وقد أجمعت هذه الطائفة على أنه لا وصول إلى الله إلا من طريق الفقر . ولا دخول عليه إلا من بابه . والله أعلم .