فصل
ومن هذا
nindex.php?page=treesubj&link=29017_28655قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب فاستشهد على رسالته بشهادة الله له ، ولابد
[ ص: 436 ] أن تعلم هذه الشهادة ، وتقوم بها الحجة على المكذبين له ، وكذلك قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وكذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=166لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا وكذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=1يس nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=2والقرآن الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=3إنك لمن المرسلين وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=252تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1والله يعلم إنك لرسوله وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29محمد رسول الله فهذا كله شهادة منه لرسوله ، قد أظهرها وبينها ، وبين صحتها غاية البيان ، بحيث قطع العذر بينه وبين عباده ، وأقام الحجة عليهم ، فكونه سبحانه شاهدا لرسوله : معلوم بسائر أنواع الأدلة : عقليها ونقليها وفطريها وضروريها ونظريها .
ومن نظر في ذلك وتأمله ؛ علم أن الله سبحانه شهد لرسوله أصدق الشهادة ، وأعدلها وأظهرها ، وصدقه بسائر أنواع التصديق : بقوله الذي أقام البراهين على صدقه فيه ، وبفعله وإقراره ، وبما فطر عليه عباده : من الإقرار بكماله ، وتنزيهه عن القبائح ، وعما لا يليق به ، وفي كل وقت يحدث من الآيات الدالة على صدق رسوله ما يقيم به الحجة ، ويزيل به العذر ، ويحكم له ولأتباعه بما وعدهم به من العز والنجاة والظفر والتأييد ، ويحكم على أعدائه ومكذبيه بما توعدهم به : من الخزي والنكال والعقوبات المعجلة ، الدالة على تحقيق العقوبات المؤجلة
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=28هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا فيظهره ظهورين : ظهورا بالحجة ، والبيان ، والدلالة ، وظهورا بالنصر والظفر والغلبة ، والتأييد ، حتى يظهره على مخالفيه ، ويكون منصورا .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=166لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون فما فيه من الخبر عن علم الله الذي لا يعمله غيره : من أعظم الشهادة بأنه هو الذي أنزله ، كما قال في الآية الأخرى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=13أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون [ ص: 437 ] وليس المراد مجرد الإخبار بأنه أنزله - وهو معلوم له ، كما يعلم سائر الأشياء ، فإن كل شيء معلوم له من حق وباطل - وإنما المعنى : أنزله مشتملا على علمه ، فنزوله مشتملا على علمه هو آية كونه من عنده ، وأنه حق وصدق ، ونظير هذا قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=6قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض ذكر ذلك سبحانه تكذيبا وردا على من قال : افتراه .
فَصْلٌ
وَمِنْ هَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=29017_28655قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ فَاسْتَشْهَدَ عَلَى رِسَالَتِهِ بِشَهَادَةِ اللَّهِ لَهُ ، وَلَابُدَّ
[ ص: 436 ] أَنَّ تُعْلَمَ هَذِهِ الشَّهَادَةُ ، وَتَقُومَ بِهَا الْحُجَّةُ عَلَى الْمُكَذِّبِينَ لَهُ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=166لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=1يس nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=2وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=3إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=252تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَهَذَا كُلُّهُ شَهَادَةٌ مِنْهُ لِرَسُولِهِ ، قَدْ أَظْهَرَهَا وَبَيَّنَهَا ، وَبَيَّنَ صِحَّتَهَا غَايَةَ الْبَيَانِ ، بِحَيْثُ قَطَعَ الْعُذْرَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِبَادِهِ ، وَأَقَامَ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ ، فَكَوْنُهُ سُبْحَانَهُ شَاهِدًا لِرَسُولِهِ : مَعْلُومٌ بِسَائِرِ أَنْوَاعِ الْأَدِلَّةِ : عَقْلِيِّهَا وَنَقْلِيِّهَا وَفِطْرِيِّهَا وَضَرُورِيِّهَا وَنَظَرِيِّهَا .
وَمَنْ نَظَرَ فِي ذَلِكَ وَتَأَمَّلَهُ ؛ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ شَهِدَ لِرَسُولِهِ أَصْدَقَ الشَّهَادَةِ ، وَأَعْدَلَهَا وَأَظْهَرَهَا ، وَصَدَّقَهُ بِسَائِرِ أَنْوَاعِ التَّصْدِيقِ : بِقَوْلِهِ الَّذِي أَقَامَ الْبَرَاهِينَ عَلَى صِدْقِهِ فِيهِ ، وَبِفِعْلِهِ وَإِقْرَارِهِ ، وَبِمَا فَطَرَ عَلَيْهِ عِبَادَهُ : مِنَ الْإِقْرَارِ بِكَمَالِهِ ، وَتَنْزِيهِهِ عَنِ الْقَبَائِحِ ، وَعَمَّا لَا يَلِيقُ بِهِ ، وَفِي كُلِّ وَقْتٍ يُحْدِثُ مِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى صِدْقِ رَسُولِهِ مَا يُقِيمُ بِهِ الْحُجَّةَ ، وَيُزِيلُ بِهِ الْعُذْرَ ، وَيَحْكُمُ لَهُ وَلِأَتْبَاعِهِ بِمَا وَعَدَهُمْ بِهِ مِنَ الْعِزِّ وَالنَّجَاةِ وَالظَّفَرِ وَالتَّأْيِيدِ ، وَيَحْكُمُ عَلَى أَعْدَائِهِ وَمُكَذِّبِيهِ بِمَا تَوَعَّدَهُمْ بِهِ : مِنَ الْخِزْيِ وَالنَّكَالِ وَالْعُقُوبَاتِ الْمُعَجَّلَةِ ، الدَّالَّةِ عَلَى تَحْقِيقِ الْعُقُوبَاتِ الْمُؤَجَّلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=28هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا فَيُظْهِرُهُ ظُهُورَيْنِ : ظُهُورًا بِالْحُجَّةِ ، وَالْبَيَانِ ، وَالدَّلَالَةِ ، وَظُهُورًا بِالنَّصْرِ وَالظَّفَرِ وَالْغَلَبَةِ ، وَالتَّأْيِيدِ ، حَتَّى يُظْهِرَهُ عَلَى مُخَالِفِيهِ ، وَيَكُونَ مْنُصُورًا .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=166لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ فَمَا فِيهِ مِنَ الْخَبَرِ عَنْ عِلْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَعْمَلُهُ غَيْرُهُ : مِنْ أَعْظَمِ الشَّهَادَةِ بِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَهُ ، كَمَا قَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=13أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [ ص: 437 ] وَلَيْسَ الْمُرَادُ مُجَرَّدَ الْإِخْبَارِ بِأَنَّهُ أَنْزَلَهُ - وَهُوَ مَعْلُومٌ لَهُ ، كَمَا يَعْلَمُ سَائِرَ الْأَشْيَاءِ ، فَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ مَعْلُومٌ لَهُ مِنْ حَقٍّ وَبَاطِلٍ - وَإِنَّمَا الْمَعْنَى : أَنْزَلَهُ مُشْتَمِلًا عَلَى عِلْمِهِ ، فَنُزُولُهُ مُشْتَمِلًا عَلَى عِلْمِهِ هُوَ آيَةُ كَوْنِهِ مِنْ عِنْدِهِ ، وَأَنَّهُ حَقٌّ وَصِدْقٌ ، وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=6قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ذَكَرَ ذَلِكَ سُبْحَانَهُ تَكْذِيبًا وَرَدًّا عَلَى مَنْ قَالَ : افْتَرَاهُ .