( وأما ) فهو إسالة الماء على جميع ما يمكن إسالته عليه من البدن من غير حرج مرة واحدة حتى لو بقيت لمعة لم يصبها الماء لم يجز الغسل ، وإن كانت يسيرة لقوله تعالى { ركنه وإن كنتم جنبا فاطهروا } ، أي : طهروا أبدانكم ، واسم البدن يقع على الظاهر ، والباطن فيجب تطهير ما يمكن تطهيره منه بلا حرج ، ولهذا وجبت المضمضة ، والاستنشاق في الغسل ، لأن إيصال الماء إلى داخل الفم ، والأنف ممكن بلا حرج ، وإنما لا يجبان في الوضوء لا ، لأنه لا يمكن إيصال الماء إليه بل ، لأن الواجب هناك غسل الوجه ، ولا تقع المواجهة إلى ذلك رأسا ، ويجب كما يجب إلى أصولها ، وكذا يجب إيصال الماء إلى أثناء اللحية كذا ذكر الفقيه على المرأة إيصال الماء إلى أثناء شعرها إذا كان منقوضا أبو جعفر الهندواني لأنه يمكن إيصال الماء إلى ذلك من غير حرج .