ولو أو بيت نار أو دخل حلف لا يدخل بيتا فدخل مسجدا أو بيعة أو كنيسة الكعبة أو حماما أو دهليزا أو ظلة باب دار لا يحنث ; لأن هذه الأشياء لا تسمى بيتا على الإطلاق عرفا وعادة وإن سمى الله - عز وجل - الكعبة بيتا في كتابه في قوله تعالى - { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة } وسمى المساجد بيوتا حيث قال تعالى { في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه } ; لأن مبنى الأيمان على العرف والعادة لا على نفس إطلاق الاسم .
ألا ترى أن من حلف لا يأكل لحما فأكل سمكا لا يحنث وإن سماه الله تعالى لحما في كتابه الكريم بقوله - عز وجل - { لتأكلوا منه لحما طريا } لما لم يسم لحما في عرف الناس وعاداتهم كذا هذا ، وقيل الجواب المذكور في مثل الدهليز في دهليز يكون خارج باب الدار لأنه لا يبات فيه فإن كان داخل البيت وتمكن فيه البيتوتة يحنث ، والصحيح ما أطلق في الكتاب ; لأن الدهليز لا يبات فيه عادة سواء كان خارج الباب أو داخله ، ولو دخل صفة يحنث ، كذا ذكر في الكتاب ، .
وقيل إنما وضع المسألة على عادة أهل الكوفة ; لأن صفافهم تغلق عليها الأبواب فكانت بيوتا لوجود معنى البيت وهو ما يبات فيه عادة ولذا سمي ذلك بيتا عرفا وعادة .
فأما على عادة أهل بلادنا فلا يحنث لانعدام معنى البيت وانعدام العرف والعادة والتسمية أيضا