( وأما ) الذي يرجع إلى من عليه التضحية فالأفضل لأنه قربة فمباشرتها بنفسه أفضل من توليتها غيره كسائر القربات ، والدليل عليه ما روي { أن يذبح بنفسه إن قدر عليه رضي الله عنه فنحر الباقين عليا } وهذا إذا كان الرجل يحسن الذبح ويقدر عليه ، فأما إذا لم يحسن فتوليته غيره فيه أولى ، وقد روي عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ساق مائة بدنة فنحر منها نيفا وستين بيده الشريفة عليه الصلاة والسلام ثم أعطى المدية سيدنا رضي الله عنه أنه قال : نحرت بدنة قائمة معقولة فلم أشق عليها فكدت أهلك ناسا لأنها نفرت فاعتقدت أن لا أنحرها إلا باركة معقولة وأولي من هو أقدر على ذلك مني . أبي حنيفة
وفي حديث رضي الله عنه { أنس : فرأيت النبي عليه الصلاة والسلام واضعا قدمه على صفاحهما أي على جوانب عنقهما وهو يذبحهما بيده عليه الصلاة والسلام مستقبل القبلة فذبح الأول فقال بسم الله والله أكبر اللهم هذا عن أنس محمد وعن آل محمد ثم ذبح الآخر وقال عليه الصلاة والسلام اللهم هذا عمن شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ } أن النبي عليه الصلاة والسلام ضحى بكبشين أملحين أقرنين قال لما روينا وإذا لم يذبح بنفسه يستحب له أن يأمر مسلما فإن ويستحب أن يكون الذابح حال الذبح متوجها إلى القبلة يكره لما قلنا أمر كتابيا لما روي عن سيدنا ويستحب أن يحضر الذبح رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لسيدتنا علي رضي الله عنها { فاطمة بنت فاطمة محمد قومي فاشهدي ضحيتك فإنه يغفر لك بأول قطرة تقطر من دمها مغفرة لكل ذنب أما إنه يجاء بدمها ولحمها فيوضع في ميزانك وسبعون ضعفا فقال رضي الله عنه يا نبي الله هذا لآل أبو سعيد الخدري محمد خاصة فإنهم أصل لما خصوا به من الخير أم لآل محمد وللمسلمين عامة فقال : هذا لآل محمد خاصة وللمسلمين عامة } . يا
وفي حديث رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { عمران بن حصين قومي فاشهدي أضحيتك فإنه يغفر لك بأول قطرة تقطر من دمها كل ذنب عملتيه وقولي إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له فاطمة } وأن يدعو فيقول : اللهم منك ولك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين لما روينا ، وأن يقول ذلك قبل التسمية أو بعدها لما روي عن يا رضي الله عنه قال : { جابر محمد وأمته بسم الله والله أكبر } . ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين فقال حين وجههما : وجهت وجهي للذي فطر [ ص: 80 ] السموات والأرض حنيفا مسلما اللهم منك ولك عن
وروي عن الحسن بن المعتم الكناني قال : خرجت مع سيدنا رضي الله عنه يوم الأضحى إلى عيد فلما صلى قال يا علي بن أبي طالب قنبر أدن مني أحد الكبشين فأخذ بيده فأضجعه ثم قال : وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين بسم الله اللهم منك ولك بسم الله والله أكبر اللهم تقبل من فذبحه ثم دعا بالثاني ففعل به مثل ذلك ويستحب أن علي فلا يخلط معها دعاء وإنما يدعو قبل التسمية أو بعدها ، ويكره حالة التسمية . يجرد التسمية عن الدعاء