ولو فعليه أن يصوم اليوم الذي قال فيه هذا القول ; إن قال ذلك قبل الزوال وقبل أن يتناول ما ينقض صومه ، ويبطل قوله غدا ; لأنه ركب اسما على اسم لا بحرف النسق ، فبطل التركيب ; لأنه يكون إيجاب صوم هذا اليوم غدا ، وهذا اليوم لا يوجد في غد ، فلا يكون الغد ظرفا له ، بطل قوله غدا وبقي قوله لله علي أن أصوم هذا اليوم ، فينظر في ذلك اليوم ، فإن كان قابلا للإيجاب صح ، وإلا بطل بخلاف الفصل الأول ; لأن اليوم قد يعتد به عن مطلق الوقت . قال : لله علي أن أصوم هذا اليوم غدا
( وأما ) الغد فلا يصلح عبارة عن مطلق الوقت ، ولا يعبر به إلا عن عين الغد ولو قال : لله علي أن أصوم غدا اليوم فعليه أن يصوم غدا وقوله : اليوم حشو من كلامه ; لأنه أوجب على نفسه صوم الغد وذلك صحيح ، ولم يصح قوله اليوم ; لأنه ركبه على الغد لا بحرف النسق فبطل ; لأن صوم غد لا يتصور وجوده في اليوم ، فلغي قوله : اليوم ، وبقي قوله : لله علي أن أصوم غدا .
ولو قال : لله علي صوم أمس غدا لم يلزمه شيء ; لأن أمس لا يمكن أن يصام فيه ; لأنه لا يعود ثانيا فبطل الالتزام فيه فلا يلزمه بقوله : غدا ; لأنه لم يوجب صوم غد ، وإنما جعل الغد ظرفا للأمس ; وإنه لا يصلح ظرفا له ، فلغيت تسمية الغد أيضا ، والأصل في هذا النوع أن اللفظ الثاني يبطل في الأحوال كلها ; لما ذكرنا ; وإذا بطل هذا ينظر إلى اللفظ الأول فإن صلح صح النذر به وإلا بطل .