ولو فلا خيار له ، كذا ذكر في ظاهر الرواية ; لأن الدار شيء واحد وكذا البستان فكان رؤية البعض رؤية الكل ، إلا أن مشايخنا قالوا إن هذا مؤول وتأويله أن لا يكون في داخل الدار بيوت وأبنية فيحصل المقصود برؤية الخارج ، فأما إذا كان داخلها أبنية فله الخيار ما لم ير داخلها ; لأن الداخل هو المقصود من الدار والخارج كالتابع له بمنزلة الثوب المعلم إذا رأى كله إلا علمه كان له الخيار ; لأن العلم هو المقصود منه وذكر - اشترى دارا فرأى خارجها أو بستانا فرأى خارجه ورءوس الأشجار الكرخي أن عليه الرحمة أجاب على عادة أهل أبا حنيفة الكوفة في زمنه ، فإن دورهم في زمنه كانت لا تختلف في البناء ، وكانت على تقطيع واحد وهيئة واحدة ، وإنما كانت تختلف في الصغر والكبر ، والعلم به يحصل برؤية الخارج .
وأما الآن فلا بد من رؤية داخل الدار ، وهو الصحيح لاختلاف الأبنية في داخل الدور في زماننا اختلافا فاحشا فرؤية الخارج لا تفيد العلم بالداخل ، والله - عز وجل - أعلم هذا إذا كان المشترى شيئا واحدا فرأى بعضه .