( فصل ) :
وأما بيان ما يستحب فيها وما يكره .
فالأصل فيه أنه ينبغي
nindex.php?page=treesubj&link=25353للمصلي أن يخشع في صلاته ; لأن الله تعالى مدح الخاشعين في الصلاة ، ويكون منتهى بصره إلى موضع سجوده ; لما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=19520كان يصلي خاشعا شاخصا بصره إلى السماء فلما نزل قوله تعالى { nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=1قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون } رمى ببصره نحو مسجده } أي موضع سجوده ; ولأن هذا أقرب إلى التعظيم ثم أطلق
nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد رحمه الله تعالى قوله ويكون منتهى بصره إلى موضع سجوده وفسره
nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي في مختصره فقال : يرمي ببصره إلى موضع سجوده في حالة القيام وفي حالة الركوع إلى رءوس أصابع رجليه وفي حالة السجود إلى أرنبة أنفه وفي حالة القعدة إلى حجره ; لأن هذا كله تعظيم وخشوع .
وروي في بعض الأخبار أن الله تعالى حين أمر الملائكة بالصلاة أمرهم كذلك ، وزاد بعضهم عند التسليمة الأولى على كتفه الأيمن ، وعند التسليمة الثانية على كتفه الأيسر ولا يرفع رأسه ولا يطأطئه ; لأن فيه ترك سنة العين وهي النظر إلى المسجد فيخل بمعنى الخشوع وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه {
نهى أن يدبح الرجل تدبيح الحمار } أي يطأطئ رأسه ولا يتشاغل بشيء غير صلاته من عبث بثيابه أو بلحيته ; لأن فيه ترك الخشوع ; لما روي {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3294أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال : أما هذا لو خشع قلبه لخشعت جوارحه } .
( فَصْلٌ ) :
وَأَمَّا بَيَانُ مَا يُسْتَحَبُّ فِيهَا وَمَا يُكْرَهُ .
فَالْأَصْلُ فِيهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي
nindex.php?page=treesubj&link=25353لِلْمُصَلِّي أَنْ يَخْشَعَ فِي صَلَاتِهِ ; لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَدَحَ الْخَاشِعِينَ فِي الصَّلَاةِ ، وَيَكُونُ مُنْتَهَى بَصَرِهِ إلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ ; لِمَا رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=19520كَانَ يُصَلِّي خَاشِعًا شَاخِصًا بَصَرَهُ إلَى السَّمَاءِ فَلَمَّا نَزَلَ قَوْله تَعَالَى { nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=1قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ } رَمَى بِبَصَرِهِ نَحْوَ مَسْجِدِهِ } أَيْ مَوْضِعِ سُجُودِهِ ; وَلِأَنَّ هَذَا أَقْرَبُ إلَى التَّعْظِيمِ ثُمَّ أَطْلَقَ
nindex.php?page=showalam&ids=16908مُحَمَّدٌ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلَهُ وَيَكُونُ مُنْتَهَى بَصَرِهِ إلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ وَفَسَّرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14695الطَّحَاوِيُّ فِي مُخْتَصَرِهِ فَقَالَ : يَرْمِي بِبَصَرِهِ إلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ فِي حَالَةِ الْقِيَامِ وَفِي حَالَةِ الرُّكُوعِ إلَى رُءُوسِ أَصَابِعِ رِجْلَيْهِ وَفِي حَالَةِ السُّجُودِ إلَى أَرْنَبَةِ أَنْفِهِ وَفِي حَالَةِ الْقَعْدَةِ إلَى حِجْرِهِ ; لِأَنَّ هَذَا كُلَّهُ تَعْظِيمٌ وَخُشُوعٌ .
وَرُوِيَ فِي بَعْضِ الْأَخْبَارِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى حِينَ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ بِالصَّلَاةِ أَمَرَهُمْ كَذَلِكَ ، وَزَادَ بَعْضُهُمْ عِنْدَ التَّسْلِيمَةِ الْأُولَى عَلَى كَتِفِهِ الْأَيْمَنِ ، وَعِنْدَ التَّسْلِيمَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى كَتِفِهِ الْأَيْسَرِ وَلَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَلَا يُطَأْطِئُهُ ; لِأَنَّ فِيهِ تَرْكَ سُنَّةَ الْعَيْنِ وَهِيَ النَّظَرُ إلَى الْمَسْجِدِ فَيُخِلُّ بِمَعْنَى الْخُشُوعِ وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ {
نَهَى أَنْ يُدَبِّحَ الرَّجُلُ تَدْبِيحَ الْحِمَارِ } أَيْ يُطَأْطِئَ رَأْسَهُ وَلَا يَتَشَاغَلَ بِشَيْءٍ غَيْرِ صَلَاتِهِ مِنْ عَبَثٍ بِثِيَابِهِ أَوْ بِلِحْيَتِهِ ; لِأَنَّ فِيهِ تَرْكَ الْخُشُوعِ ; لِمَا رُوِيَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3294أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَعْبَثُ بِلِحْيَتِهِ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ : أَمَّا هَذَا لَوْ خَشَعَ قَلْبُهُ لَخَشَعَتْ جَوَارِحُهُ } .