( فصل ) : 
وأما بيان كيفية الغسل  فنقول   : يجرد الميت إذا أريد غسله  عندنا ، وقال  الشافعي    - رحمه الله تعالى - لا يجرد بل يغسل وعليه ثوبه استدلالا بغسل النبي صلى الله عليه وسلم حيث غسل في قميصه ، ولنا أن المقصود من الغسل هو التطهير ومعنى التطهير لا يحصل بالغسل وعليه الثوب لتنجس الثوب بالغسالات التي تنجست بما عليه من النجاسات الحقيقية ، وتعذر عصره أو حصوله بالتجريد أبلغ فكان أولى . 
وأما غسل النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه فقد كان مخصوصا بذلك لعظم حرمته ، فإنه روي أنهم لما قصدوا أن ينزعوا قميصه قيض الله السنة عليهم فما فيهم أحد إلا ضرب ذقنه على صدره ، حتى نودوا من ناحية البيت لا تجردوا نبيكم . 
وروي غسلوا نبيكم وعليه قميصه فدل أنه كان مخصوصا بذلك ، ولا شركة لنا في خصائصه ، ولأن المقصود من التجريد هو التطهير ، وأنه صلى الله عليه وسلم كان طاهرا حتى قال  علي  رضي الله عنه حين تولى غسله : طبت حيا وميتا . 
				
						
						
