وأما فهو أن يكون له سداد عيش بأن كان له قوت يومه لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال { الغنى الذي يحرم به السؤال } فإن لم يكن له قوت يومه ولا ما يستر به عورته يحل له أن يسأل ; لأن الحال حال الضرورة وقد قال الله تعالى : { من سأل الناس عن ظهر غنى فإنما يستكثر من جمر جهنم قيل : يا رسول الله ، وما ظهر الغنى ؟ قال : أن يعلم أن عنده ما يغديهم أو ما يعشيهم ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } ، وترك السؤال في هذا الحال إلقاء النفس في التهلكة وإنه حرام فكان له أن يسأل بل يجب عليه ذلك .