( شفق ) الشين والفاء والقاف أصل واحد ، يدل على رقة في الشيء ، ثم يشتق منه . فمن ذلك قولهم : أشفقت من الأمر ، إذا رققت وحاذرت . وربما قالوا : شفقت : وقال أكثر أهل اللغة : لا يقال إلا أشفقت وأنا مشفق . فأما قول القائل :
كما شفقت على الزاد العيال
فمعناه بخلت به .
ومن الباب الشفق من الثياب ، قال الخليل : الشفق : الرديء من الأشياء .
[ ص: 198 ] ومنه الشفق : الندأة : التي ترى في السماء عند غيوب الشمس ، وهي الحمرة . وسميت بذلك للونها ورقتها .
وحدثنا ، عن علي بن إبراهيم القطان المعداني ، عن أبيه ، عن أبي معاذ ، عن الليث عن الخليل قال : الشفق : الحمرة التي بين غروب الشمس إلى وقت صلاة العشاء الآخرة .
وروى ، عن ابن نجيح مجاهد قال : هو النهار في قوله جل ثناؤه : فلا أقسم بالشفق . وروى ، عن العوام بن حوشب مجاهد قال : هي الحمرة .
وفي تفسير مقاتل ، قال : الشفق : الحمرة . قال : الشفق هي الحمرة التي ترى في المغرب بعد سقوط الشمس . الزجاج
وأخبرنا علي بن إبراهيم ، عن محمد بن فرج قال : حدثنا سلمة ، عن الفراء قال : الشفق الحمرة .
قال : وحدثني ابن [ أبي ] يحيى ، عن حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده يرفعه ، قال : الشفق الحمرة .
قال الفراء : وقد سمعت بعض العرب يقول : عليه ثوب مصبوغ كأنه الشفق ، وكان أحمر . قال : هذا شاهد لمن قال إنه الحمرة .