فالأول : قولهم شيع فلان فلانا عند شخوصه . ويقال آتيك غدا أو شيعه ، أي اليوم الذي بعده ، كأن الثاني مشيع للأول في المضي . وقال الشاعر :
قال الخليط غدا تصدعنا أو شيعه أفلا تودعنا
وقال للشجاع : المشيع ; كأنه لقوته قد قوي وشيع بغيره ، أو شيع بقوة .
وزعم ناس أن الشيع شبل الأسد ، ولم أسمعه من عالم سماعا . ويقول ناس : إن الشيع المقدار ، في قولهم : أقام شهرا أو شيعه . والصحيح ما قلته ، في أن المشيع هو الذي يساعد الآخر ويقارنه . والشيعة : الأعوان والأنصار .
وأما الآخر [ فقولهم ] : شاع الحديث ، إذا ذاع وانتشر . ويقال شيع الراعي إبله ، إذا صاح فيها . والاسم الشياع : القصبة التي ينفخ فيها الراعي . قال :
حنين النيب تطرب للشياع
ومن الباب قولهم في ذلك : له سهم شائع ، إذا كان غير مقسوم . وكأن من له [ ص: 236 ] سهم ونصيب انتشر في السهم حتى أخذه ، كما يشيع الحديث في الناس فيأخذ سمع كل أحد .
ومن هذا الباب : شيعت النار في الحطب ، إذا ألهبتها .