فالأول : الصبر ، وهو الحبس . يقال : صبرت نفسي على ذلك الأمر ، أي حبستها . قال :
فصبرت عارفة لذلك حرة ترسو إذا نفس الجبان تطلع
والمصبورة المحبوسة على الموت . ونهى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن قتل شيء من الدواب صبرا .ومن الباب : الصبير ، هو الكفيل ، وإنما سمي بذلك لأنه يصبر على الغرم . يقال : صبرت نفسي به أصبر صبرا ، إذا كفلت به ، فأنا به صبير . وصبرت الإنسان ، إذا حلفته بالله جهد القسم .
وأما الثاني فقالوا : صبر كل شيء : أعلاه . قالوا : وأصبار الإناء : نواحيه ، والواحد صبر . وقال :
فملأتها علقا إلى أصبارها
[ ص: 330 ] وأما الأصل الثالث فالصبرة من الحجارة : ما اشتد وغلظ ، والجمع : صبار ، وفي كتاب : " الصبارة : قطعة من حديد أو حجر " في قول ابن دريد الأعشى :من مبلغ عمرا بأن ال مرء لم يخلق صباره .
قلنا : والذي أراده البغداديون ما روي أن الصبار ما اشتد وغلظ . وهو في قول الأعشى :
قبيل الصبح أصوات الصبار
فالذي أراده البغداديون هذا ، وتكون الهاء داخلة عليه للجمع .قال أبو عبيد : الصبر : الأرض التي فيها حصباء وليست بغليظة ، ومنه قيل للحرة : أم صبار .
ومما حمل على هذا قول العرب : وقع القوم في أم صبور ، إذا وقعوا في أمر عظيم .