فصل 
وأما المسألة الثانية : وهي وقوفه في الملتزم  ، فالذي روي عنه أنه فعله يوم الفتح ، ففي " سنن أبي داود   " ، عن عبد الرحمن بن أبي صفوان  ، قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة  ، انطلقت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خرج من الكعبة  هو وأصحابه ، وقد استلموا الركن من الباب إلى الحطيم ، ووضعوا خدودهم على البيت  ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسطهم . 
وروى أبو داود  أيضا : من حديث  عمرو بن شعيب  ، عن أبيه عن جده قال : ( طفت مع عبد الله  ، فلما حاذى دبر الكعبة  قلت : ألا تتعوذ ؟ قال : نعوذ بالله من النار ، ثم مضى حتى استلم الحجر ، فقام بين الركن والباب ، فوضع صدره ووجهه وذراعيه هكذا ، وبسطهما بسطا ، وقال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله  ) . 
فهذا يحتمل أن يكون في وقت الوداع ، وأن يكون في غيره ، ولكن قال مجاهد   والشافعي  بعده وغيرهما : إنه يستحب أن يقف في الملتزم بعد طواف الوداع ويدعو  ، ( وكان  ابن عباس  رضي الله عنهما يلتزم ما بين الركن والباب وكان يقول : لا يلتزم ما بينهما أحد يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه  ) ، والله أعلم . 
				
						
						
