[ ص: 26 ] فصل
فانحاز إلى مملكة المهاجرون آمنين ، فلما علمت أصحمة النجاشي قريش بذلك بعثت في أثرهم عبد الله بن أبي ربيعة بهدايا وتحف من بلدهم إلى وعمرو بن العاص ليردهم عليهم ، فأبى ذلك عليهم ، وشفعوا إليه بعظماء بطارقته فلم يجبهم إلى ما طلبوا ، فوشوا إليه : إن هؤلاء يقولون في النجاشي عيسى قولا عظيما ، يقولون : إنه عبد الله ، فاستدعى المهاجرين إلى مجلسه ، ومقدمهم ، فلما أرادوا الدخول عليه قال جعفر بن أبي طالب جعفر : يستأذن عليك حزب الله ، فقال للآذن : ( عيسى ؟ فتلا عليه جعفر صدرا من سورة " كهيعص " فأخذ عودا من الأرض ، فقال : ما زاد النجاشي عيسى على هذا ولا هذا العود ، فتناخرت بطارقته عنده ، فقال : وإن نخرتم ، قال : اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي ، من سبكم غرم ) والسيوم : الآمنون في لسانهم ، ثم قال للرسولين : لو أعطيتموني دبرا من ذهب ، يقول : جبلا من ذهب ، ما أسلمتهم إليكما ، ثم أمر فردت عليهما هداياهما ، ورجعا مقبوحين . قل له يعيد استئذانه ، فأعاده عليه ، فلما دخلوا عليه قال : ما تقولون في