قال : وقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفد ابن إسحاق طيئ ، وفيهم زيد الخيل ، [ ص: 539 ] وهو سيدهم ، فلما انتهوا إليه ، كلمهم وعرض عليهم الإسلام ، فأسلموا وحسن إسلامهم ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ( ما ذكر لي رجل من العرب بفضل ثم جاءني إلا رأيته دون ما يقال فيه إلا زيد الخيل : فإنه لم يبلغ كل ما فيه ) ، ثم سماه : زيد الخير ، وقطع له فيدا وأرضين معه ، وكتب له بذلك ، فخرج من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - راجعا إلى قومه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ( إن ينج زيد من حمى المدينة ) ، فإنه قال : وقد سماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باسم غير الحمى وغير أم ملدم ، فلم يثبته . فلما انتهى إلى ماء من مياه نجد يقال له فردة ، أصابته الحمى بها فمات ، فلما أحس بالموت أنشد :
أمرتحل قومي المشارق غدوة وأترك في بيت بفردة منجد ألا رب يوم لو مرضت لعادني
عوائد من لم يبر منهن يجهد
قال : وقيل : مات في آخر خلافة ابن عبد البر عمر - رضي الله عنه - وله ابنان : مكنف ، وحريث ، أسلما ، وصحبا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشهدا قتال أهل الردة مع . خالد بن الوليد