[ ص: 587 ] فصل في قدوم الأزد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد
ذكر أبو نعيم في كتاب " معرفة الصحابة " والحافظ ، من حديث أبو موسى المديني ، قال : سمعت أحمد بن أبي الحواري قال : حدثني أبا سليمان الداراني علقمة بن يزيد بن سويد الأزدي ، قال : حدثني أبي عن جدي سويد بن الحارث قال : وفدت سابع سبعة من قومي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما دخلنا عليه وكلمناه ، أعجبه ما رأى من سمتنا وزينا ، فقال " ما أنتم ؟ " قلنا : مؤمنون . فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ( إن لكل قول حقيقة ، فما حقيقة قولكم وإيمانكم ؟ " قلنا : خمس عشرة خصلة ؛ خمس منها أمرتنا بها رسلك أن نؤمن بها ، وخمس أمرتنا أن نعمل بها ، وخمس تخلقنا بها في الجاهلية ، فنحن عليها الآن ، إلا أن تكره منها شيئا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وما الخمس التي أمرتكم بها رسلي أن تؤمنوا بها " ؟ قلنا : أمرتنا أن نؤمن بالله ، وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت . قال : " وما الخمس التي أمرتكم أن تعملوا بها " ؟ قلنا : أمرتنا أن نقول : لا إله إلا الله ، ونقيم الصلاة ، ونؤتي الزكاة ، ونصوم رمضان ، ونحج البيت الحرام من استطاع إليه سبيلا ، فقال : " وما الخمس التي تخلقتم بها في الجاهلية ؟ " قالوا : الشكر عند الرخاء ، والصبر عند البلاء ، والرضى بمر القضاء ، والصدق في مواطن اللقاء ، وترك الشماتة بالأعداء . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء " ، ثم قال : وأنا أزيدكم خمسا ، فتتم لكم عشرون خصلة إن كنتم كما تقولون ، فلا تجمعوا ما لا تأكلون ، ولا تبنوا ما لا تسكنون ، ولا تنافسوا في شيء أنتم عنه غدا تزولون ، واتقوا الله الذي إليه ترجعون ، وعليه تعرضون ، وارغبوا فيما عليه تقدمون وفيه تخلدون ) فانصرف القوم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظوا وصيته وعملوا بها .