[ ص: 82 ] فصل بارد في الأولى يابس في الثانية ، وقوة شجر الحناء وأغصانها مركبة من قوة محللة اكتسبتها من جوهر فيها مائي حار باعتدال ، ومن قوة قابضة اكتسبتها من جوهر فيها أرضي بارد . والحناء
ومن منافعه إنه محلل نافع من حرق النار ، وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به ، وينفع إذا مضغ ، من قروح الفم والسلاق العارض فيه ، ويبرئ القلاع الحادث في أفواه الصبيان ، والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة ويفعل في الجراحات فهل دم الأخوين . وإذا خلط نوره مع الشمع المصفى ودهن الورد ، ينفع من أوجاع الجنب .
ومن خواصه أنه إذا بدأ الجدري يخرج بصبي ، فخضبت أسافل رجليه بحناء ، فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيها شيء منه ، وهذا صحيح مجرب لا شك فيه . وإذا جعل نوره بين طي ثياب الصوف طيبها ، ومنع السوس عنها ، وإذا نقع ورقه في ماء يغمره ثم عصر وشرب من صفوه أربعين يوما كل يوم عشرون درهما مع عشرة دراهم سكر ، ويغذى عليه بلحم الضأن الصغير ، فإنه ينفع من ابتداء الجذام بخاصية فيه عجيبة .
وحكي أن رجلا تشققت أظافير أصابع يده ، وأنه بذل لمن يبرئه مالا ، فلم يجد ، فوصفت له امرأة ، أن يشرب عشرة أيام حناء فلم يقدم عليه ، ثم نقعه بماء وشربه فبرأ ورجعت أظافيره إلى حسنها .
والحناء إذا ألزمت به الأظفار معجونا حسنها ونفعها ، وإذا عجن بالسمن [ ص: 83 ] وضمد به بقايا الأورام الحارة التي ترشح ماء أصفر ، نفعها ونفع من الجرب المتقرح المزمن منفعة بليغة ، وهو ينبت الشعر ويقويه ، ويحسنه ويقوي الرأس ، وينفع من النفاطات ، والبثور العارضة في الساقين والرجلين وسائر البدن .