[ ص: 87 ] فصل في ، وفي العلاج بالسعوط هديه صلى الله عليه وسلم في علاج العذرة
ثبت عنه في " الصحيحين " أنه قال ( ) خير ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري ، ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة "
وفي " السنن " و " المسند " عنه من حديث قال : جابر بن عبد الله وعندها صبي يسيل منخراه دما ، فقال : ( ما هذا ؟ " . فقالوا : به العذرة ، أو وجع في رأسه ، فقال " ويلكن لا تقتلن أولادكن ، أيما امرأة أصاب ولدها عذرة أو وجع في رأسه ، فلتأخذ قسطا هنديا فلتحكه بماء ، ثم تسعطه إياه ) فأمرت عائشة رضي الله عنها فصنع ذلك بالصبي فبرأ عائشة . دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على
قال أبو عبيد عن أبي عبيدة : العذرة تهيج في الحلق من الدم ، فإذا عولج منه ، قيل قد عذر به ، فهو معذور انتهى . وقيل العذرة : قرحة تخرج فيما بين الأذن والحلق ، وتعرض للصبيان غالبا .
وأما نفع السعوط منها بالقسط المحكوك ، فلأن العذرة مادتها دم يغلب عليه البلغم ، لكن تولده في أبدان الصبيان أكثر ، وفي القسط تجفيف يشد اللهاة ويرفعها إلى مكانها ، وقد يكون نفعه في هذا الداء بالخاصية ، وقد ينفع في الأدواء الحارة ، والأدوية الحارة بالذات تارة ، وبالعرض أخرى .
وقد ذكر صاحب " القانون " في معالجة سقوط اللهاة : القسط مع الشب اليماني وبزر المرو .
[ ص: 88 ] والقسط البحري المذكور في الحديث : هو العود الهندي ، وهو الأبيض منه ، وهو حلو وفيه منافع عديدة ، وكانوا يعالجون أولادهم بغمز اللهاة ، وبالعلاق وهو شيء يعلقونه على الصبيان ، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، وأرشدهم إلى ما هو أنفع للأطفال وأسهل عليهم .
والسعوط ما يصب في الأنف ، وقد يكون بأدوية مفردة ومركبة تدق وتنخل وتعجن وتجفف ، ثم تحل عند الحاجة ، ويسعط بها في أنف الإنسان ، وهو مستلق على ظهره ، وبين كتفيه ما يرفعهما لتنخفض رأسه ، فيتمكن السعوط من الوصول إلى دماغه ، ويستخرج ما فيه من الداء بالعطاس ، وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحتاج إليه فيه . التداوي بالسعوط
وذكر أبو داود في " سننه " . أن النبي صلى الله عليه وسلم استعط