[ ص: 364 ] ملح : روى في " سننه " : من حديث أنس يرفعه ( ابن ماجه سيد إدامكم الملح ) . وسيد الشيء : هو الذي يصلحه ، ويقوم عليه ، وغالب الإدام إنما يصلح بالملح وفي " مسند " مرفوعا : ( البزار ) . سيوشك أن تكونوا في الناس مثل الملح في الطعام ولا يصلح الطعام إلا بالملح
وذكر في " تفسيره " : عن البغوي رضي الله عنهما مرفوعا : ( عبد الله بن عمر إن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض : الحديد ، والنار ، والماء ، والملح ) . والموقوف أشبه .
الملح يصلح أجسام الناس وأطعمتهم ، ويصلح كل شيء يخالطه حتى الذهب والفضة وذلك أن فيه قوة تزيد الذهب صفرة والفضة بياضا ، وفيه جلاء وتحليل وإذهاب للرطوبات الغليظة ، وتنشيف لها ، وتقوية للأبدان ومنع من عفونتها وفسادها ، ونفع من الجرب المتقرح .
وإذا اكتحل به قلع اللحم الزائد من العين ومحق الظفرة .
والأندراني أبلغ في ذلك ، ويمنع القروح الخبيثة من الانتشار ويحدر البراز وإذا دلك به بطون أصحاب الاستسقاء نفعهم ، وينقي الأسنان ويدفع عنها العفونة ويشد اللثة ويقويها ، ومنافعه كثيرة جدا .