ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - حرم أشياء مما يخفى فيها الفساد لإفضائها إلى الفساد المحقق ، كما حرم قليل الخمر ؛ لأنه يدعو إلى كثيرها ، مثل ربا الفضل  فإن الحكمة فيه قد تخفى ، إذ العاقل لا يبيع درهما بدرهمين إلا لاختلاف الصفات ، مثل : كون الدرهم صحيحا ، والدرهمين مكسورين ، أو كون الدرهم مصوغا ، أو من نقد نافق ، ونحو ذلك ، ولذلك خفيت حكمة تحريمه على  ابن عباس  ومعاوية  وغيرهما ، فلم يروا به بأسا ، حتى أخبرهم الصحابة الأكابر -  كعبادة بن الصامت  ،  وأبي سعيد  وغيرهما - بتحريم النبي - صلى الله عليه وسلم - لربا الفضل . 
				
						
						
