ومفسدة الغرر أقل من الربا ، فلذلك رخص فيما تدعو إليه الحاجة منه ، فإن تحريمه أشد ضررا من ضرر كونه غررا مثل بيع العقار جملة وإن لم يعلم دواخل الحيطان والأساس . ومثل بيع الحيوان الحامل أو المرضع ، وإن لم يعلم مقدار الحمل أو اللبن ، وإن كان قد نهى عن بيع الحمل مفردا . وكذلك اللبن عند الأكثرين ، وكذلك بيع الثمرة بعد بدو صلاحها  فإنه يصح ، مستحق الإبقاء كما دلت عليه السنة ، وذهب إليه الجمهور :  كمالك  ،  والشافعي  ،  وأحمد  ، وإن كانت الأجزاء التي يكمل الصلاح بها لم تخلق بعد . 
وجوز النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا باع نخلا قد أبرت أن يشترط المبتاع ثمرتها  ، فيكون قد اشترى ثمرة قبل بدو صلاحها ، لكن على وجه البيع للأصل . 
فظهر أنه يجوز من الغرر اليسير ضمنا وتبعا ما لا يجوز من غيره . 
				
						
						
