: آداب الدعاء
الأول : يترصد لدعائه كيوم عرفة من السنة ورمضان من الأشهر ويوم الجمعة من الأسبوع ووقت السحر من الليل ، قال تعالى : ( الأوقات الشريفة وبالأسحار هم يستغفرون ) [ الذاريات : 18 ] .
الثاني : أن يغتنم وعند نزول الغيث وعند إقامة الصلوات المكتوبة وخلف الصلوات وبين الأذان والإقامة وحالة السجود . الأحوال الشريفة كحال زحف الصفوف في سبيل الله تعالى
وبالحقيقة يرجع شرف الأوقات إلى شرف الحالات أيضا إذ وقت السحر وقت صفاء القلب وإخلاصه وفراغه من المشوشات . ويوم عرفة ويوم الجمعة وقت اجتماع الهم وتعاون القلوب على استدرار رحمة الله عز وجل .
الثالث : أن ، ثم ينبغي أن يمسح بهما وجهه في آخر الدعاء . يدعو مستقبلا القبلة ويرفع يديه بحيث يرى بياض إبطيه
قال " عمر " رضي الله عنه : . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه
وقال " " : ابن عباس فهذه هيئات اليد ، ولا يرفع بصره إلى السماء . كان صلى الله عليه وسلم إذا دعا ضم كفيه وجعل بطونهما مما يلي وجهه
الرابع : ، قالت خفض الصوت بين المخافتة والجهر في قوله تعالى : ( عائشة ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ) [ الإسراء : 110 ] أي بدعائك ، وقد أثنى تعالى على نبيه زكريا عليه السلام حيث قال : ( إذ نادى ربه نداء خفيا ) [ مريم : 3 ] وقال تعالى : ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية ) [ الأعراف : 55 ] .
الخامس : أن ، والأولى أن لا يجاوز الدعوات المأثورة فإنه قد يعتدي في دعائه فيسأل ما لا تقتضيه مصلحته ، فما كل أحد يحسن الدعاء . لا يتكلف السجع في الدعاء
[ ص: 85 ] السادس : ، قال تعالى : ( التضرع والخشوع والرغبة والرهبة ادعوا ربكم تضرعا وخفية ) [ الأعراف : 55 ] .
السابع : أن ويصدق رجاءه فيه قال صلى الله عليه وسلم : يجزم الدعاء ويوقن بالإجابة . لا يقل أحدكم إذا دعا : اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ، ليعزم المسألة فإنه لا مكره له
وقال صلى الله عليه وسلم : . إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء
وقال صلى الله عليه وسلم : . ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله عز وجل لا يستجيب دعاء من قلب غافل
الثامن : أن ويكرره ثلاثا وأن لا يستبطئ الإجابة . يلح في الدعاء
التاسع : أن ولا يبدأ بالسؤال ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بها أيضا . يفتتح الدعاء بذكر الله تعالى
العاشر : وهو وهو الأصل في الإجابة : التوبة ورد المظالم والإقبال على الله عز وجل بكنه الهمة ، فذلك هو السبب القريب في الإجابة . الأدب الباطن