بيان حق المسلم والرحم والجوار
اعلم أن الإنسان لحاجته لمخالطته من هو من جنسه لم يكن له بد من تعلم آداب المخالطة ، وكل مخالط ففي مخالطته أدب ، والأدب على قدر حقه ، وحقه على قدر رابطته : إما القرابة وهي أخصها أو أخوة الإسلام وهي أعمها - وينطوي في معنى الأخوة الصداقة والصحبة - وإما الجوار وإما صحبة السفر والمكتب والدرس والصداقة أو الأخوة ، ولكل واحد من هذه الروابط درجات : فالقرابة لها حق ولكن حق الرحم المحرم آكد ، وللمحرم حق ولكن حق الوالدين آكد ، وكذلك حق الجار ، ولكن يختلف بحسب قربه من الدار وبعده . ويظهر التفاوت عند النسبة ، حتى إن البلدي في بلاد الغربة يجري مجرى القريب في الوطن لاختصاصه بحق الجوار في البلد ، وكذلك حق المسلم يتأكد بتأكد المعرفة والاختلاط .