فضائل أعمال المقربين . 
فضيلة العفو والإحسان    : 
اعلم أن معنى العفو  أن يستحق حقا فيسقطه ويبرأ عنه من قصاص أو غرامة ، قال الله تعالى : ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين    ) [ الأعراف : 199 ] ، وقال تعالى : ( وأن تعفوا أقرب للتقوى    ) [ البقرة : 237 ] ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : " التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة ، فتواضعوا يرفعكم الله ، والعفو لا يزيد العبد إلا عزا ، فاعفوا يعزكم الله ، والصدقة لا تزيد المال إلا كثرة ، فتصدقوا يرحمكم الله   " وقال - صلى الله عليه وسلم - : " أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة : تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك   " ، وروي عن  الحسن البصري  رحمه الله أنه دخل على أمير يعرض له بالعفو ، فذكر "  الحسن     " قصة " يوسف    " عليه السلام وما صنع به إخوته ، ومن بيعهم إياه ، وطرحهم له في الجب ، فقال : " باعوا أخاهم وأحزنوا أباهم " ، وذكر ما لقي من كيد النساء ومن الحبس ، ثم قال : " أيها الأمير ماذا صنع الله به ؟ أداله منهم ، ورفع ذكره ، وأعلى كلمته ، وجعله على خزائن الأرض ، فماذا صنع حين أكمل له أمره وجمع أهله ؟ قال : ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين    ) [ يوسف : 92 ] فعفا ذلك الأمير   . وروي أن "  ابن مسعود     " سرقت له دراهم ، فجعلوا يدعون على من أخذها ، فقال لهم : " اللهم إن كان حملته على أخذها حاجة فبارك له فيها ، وإن كان حملته جراءة على الذنب فاجعله آخر ذنوبه "   . وقال "  معاوية     " : " عليكم بالحلم والاحتمال ، فإذا أمكنتكم الفرصة فعليكم بالصفح والإفضال "   . 
				
						
						
