( ونبذ ) وهو الذي يميل عن الحق عمدا ومنه من يحكم بمجرد الشهادة من غير نظير لتعديل ولا تجريح فينقضه من تولى بعده ، وإن كان حكمه مستقيما في ظاهر الحال ولا يرفع حكمه الخلاف ما لم تثبت صحة باطنه كما قاله ( حكم جائر ) ( وجاهل لم يشاور ) العلماء ولو وافق الحق ( وإلا ) بأن شاورهم ( تعقب ) حكمه وينقض منه الخطأ ( ومضى ) منه ( غير الجور ) وهو الصواب ، وإنما تعقب مع المشاورة ; لأنه ، وإن عرف الحكم فقد لا يعرف إيقاعه ; لأنه يحتاج لزيادة نظر في البينة وغيرها من أحوال المتداعيين إذ القضاء صناعة دقيقة لا يهتدي إليها كل الناس واعترض بأنه كيف يصح ابن رشد مع أن شرط صحة توليته العلم [ ص: 153 ] وأجيب بأنه قد يولى الجاهل لعدم وجود العالم حقيقة أو حكما كمرضه ، أو سفره . تولية الجاهل