( وإن ) ، فإن فوض ذلك لهما ( لم يستقل أحدهما ) بعتقه فلو أعتقه أحدهما لم يقع عليه عتق بل لا بد أن يجتمعا عليه معا وكذا الطلاق ومعنى التفويض أن يقول لهما : أعتقا عبدي أو جعلت لكما عتقه أو إن شئتما فأعتقاه أو فوضت لكما أمر عتقه أو نحو ذلك مما يفيد عدم استقلال أحدهما وسواء كان ذلك في مجلس أو مجلسين بأن خاطب كلا منهما بما يفيد الاشتراك ، فإن خاطب كلا بما يفيد الاستقلال بأن قال لكل في مجلس أو مجلسين : أعتق عبدي أو جعلت لك عتقه إذا وصلت إليه أو اذهب فأعتقه فلكل الاستقلال وهو معنى الإرسال المشار إليه بقوله ( إن لم يكونا رسولين ) كأنه قال : إن لم يجعل لكل منهما عتقه وإلا فله الاستقلال بعتقه وهذا هو معنى قول المدونة من ( جعل ) المالك ( عتقه ) أي عتق عبده ( لاثنين ) ، فإن فوض ذلك لهما لم يعتق العبد حتى يجتمعا ، وإن جعلهما رسولين عتق عليه بذلك انتهى . ومعنى قوله : أمر جعل بدليل التفصيل بعده فلذا عبر أمر رجلين بعتق عبده فأعتقه أحدهما المصنف بجعل