مسألة : في الباذنجان لما أكل له ، أصح من حديث : " " هل هو مصيب ماء زمزم لما شرب له أو مخطئ . رجل قال : إن حديث :
الجواب : هو مخطئ أشد الخطأ ; فإن حديث الباذنجان كذب باطل موضوع بإجماع أئمة الحديث ، نبه على ذلك ابن الجوزي في الموضوعات ، والذهبي في الميزان ، وغيرهما ، وحديث زمزم مختلف فيه ، قيل : صحيح ، وقيل : حسن ، وقيل : ضعيف ، فأدنى درجاته الضعف ، ولم يقل أحد : إنه في حد الوضع ، قال الشيخ بدر الدين الزركشي في كتابه التذكرة في الأحاديث المشتهرة : حديث : الباذنجان لما أكل له ، باطل لا أصل له ، وقد لهج به العوام حتى سمعت قائلا منهم يقول : هو أصح من حديث : ماء زمزم لما شرب له ، قال : وهذا خطأ قبيح ، قال : وحديث : " " أخرجه ماء زمزم لما شرب له في سننه من حديث ابن ماجه جابر بإسناد جيد ، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد بإسناد قال فيه الحافظ شرف الدين الدمياطي : إنه على رسم الصحيح . انتهى . وقد ألف الحافظ ابن حجر جزءا في حديث : ماء زمزم لما شرب له ، وتكلم عليه في تخريج الأذكار فاستوعب ، وحاصل ما ذكره أنه مختلف فيه ، فضعفه جماعة وصححه آخرون ، منهم الحافظ المنذري في [ ص: 422 ] الترغيب ، والحافظ الدمياطي ، قال : والصواب أنه حسن لشواهده ، ثم أورده من طرق من حديث جابر وغيرهما ، قال : وحديث وابن عباس جابر مخرج في مسند أحمد ومسند ومصنفه وسنن أبي بكر بن أبي شيبة وسنن ابن ماجه وشعب الإيمان له ، وحديث البيهقي في سنن ابن عباس ومستدرك الدارقطني الحاكم ، وأخرجه أيضا من حديث البيهقي مرفوعا ، لكن سنده مقلوب ، وورد هذا اللفظ أيضا عن عبد الله بن عمرو بن العاص معاوية موقوفا بسند حسن لا علة له ، وله شواهد أخر مرفوعة وموقوفة تركتها خشية الإطالة . ولما نظر المنذري والدمياطي إلى كثرة شواهده مع جودة طريق أبي الزبير عن جابر حكما له بالصحة .