مسألة : في الحديث الذي ورد : ثلة من الأولين وقليل من الآخرين ) بكى لما أنزل الله ( عمر وقال : يا رسول الله ، آمنا بك وصدقناك ومن ينجو منا قليل ؟ فأنزل الله : ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر فقال : قد أنزل الله فيما قلت ، فقال عمر : رضينا عن ربنا وتصديق نبينا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من آدم إلينا ثلة ، ومني إلى يوم القيامة ثلة ، فلا يستتمها إلا أسودان من رعاة الإبل ممن قال : لا إله إلا الله " .
[ ص: 457 ] الجواب : هذا الحديث أورده الواحدي في أسباب النزول مقطوعا هكذا بلا إسناد ، وأخرجه في تفسيره بسنده عن ابن أبي حاتم مرفوعا مرسلا ، ووصله عروة بن رويم ابن عساكر في تاريخ دمشق فأخرجه من طريق عن هشام بن عمار عبد ربه بن صالح ، عن ، عن عروة بن رويم ، جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما نزلت : ( إذا وقعت الواقعة ) ذكر فيها : ( ثلة من الأولين وقليل من الآخرين ) قال عمر : يا رسول الله ، ثلة من الأولين وقليل منا ؟ قال : فأمسك آخر السورة سنة ، ثم نزل : ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عمر تعال فاسمع ما قد أنزل الله ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) ألا وإن من آدم إلي ثلة ، وأمتي ثلة ، ولن تستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الإبل ممن يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له " ، فقوله : بالسودان هو جمع أسود ، وكذا قوله في السؤال : إلا سودان هي إلا التي للاستثناء ، وسودان جمع أسود ، وليس تثنية أسود معرفا كما ظن .