مسألة : فيما روى  البيهقي  عن  أبي الضحى  عن  ابن عباس  أنه قال في قوله تعالى : ( ومن الأرض مثلهن    )  قال : سبع أرضين ، في كل أرض نبي كنبيكم ، وآدم  كآدمكم ونوح  كنوحكم وإبراهيم  كإبراهيمكم وعيسى  كعيساكم ، ثم قال : إسناد هذا الحديث إلى  ابن عباس  صحيح ، إلا أني لا أعلم لأبي الضحى متابعا ، فإذا كان الأمر كذلك ، فهل هؤلاء المذكورون من البشر أو من الجن أو خلق آخر ؟ وهل كل واحد منهم كان مقارنا لمثله من أنبياء البشر في الزمان أم كيف الحال ؟ 
الجواب : هذا الحديث رواه  الحاكم  في المستدرك وقال : صحيح الإسناد ، ورواه  البيهقي  في شعب الإيمان وقال : إسناده صحيح ولكنه شاذ بمرة ، وهذا الكلام من  البيهقي  في غاية الحسن ؛ فإنه لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن كما تقرر في علوم الحديث ؛ لاحتمال أن يصح الإسناد ويكون في المتن شذوذ أو علة تمنع صحته ، وإذا تبين ضعف الحديث أغنى ذلك عن تأويله ؛ لأن مثل هذا المقام لا تقبل فيه الأحاديث الضعيفة ، ويمكن أن يؤول على أن المراد بهم النذر الذين كانوا يبلغون الجن عن أنبياء البشر ، ولا يبعد أن يسمى كل منهم باسم النبي الذي بلغ عنه . 
				
						
						
